ولاء إبراهيم حمود
مهداة إلى أم الشهيد يوسف بركات في عيدها... وإلى روحه في عيده....
أُغفري لي يا أخية، خجلة الشعر لديَّا
أنتِ أمٌ لشهيد، منحت دنيانا، رَيَّا
لكِ تنساب القوافي، تمنحُ الشعر روياً
أنتِ قلبٌ، أنتِ عزمٌ، أنتِ نبراسُ القضية
وأنا في الشعر حُروفٌ، مزَّقتها الأبجدية
إيه يا طهر المعاني، يا أُمومتها الجلية
اعذري شوقاً رماني، وخذي مني البقية
أُمَّاه لا تبكي عليَّ فقد وهبتُك مقلتيا
عيناي، لا، لم تغمضا، إذ وجهك في حدقتيا
روحي تناشدُ روحكِ، يا لحن عمري وخافقيا
أو ما دعوت لي الإله، يوماً بأن يُهدي إلياً
قرب الحسين بكربلا، نصراً عزيزاً، سرمدياً؟
نصراً كريماً، يُزفني، عريس فردوس أبياً؟
أو ما، لثمتُ الكعب منك، جاثياً على رُكبتيا؟
هنا الجنانُ، أنالها، أُمي، لعينيكِ، جَنِيّة
أوما وفيتُ لك الدعاء، عند شهيد الغاضرية؟
أُمّاه إليك أحبو طفلاً فتىً، أُريدك بي قوية
يا شمعة الدرب الطويل، وبسمة الفجر السنية!
أُماه يا دفئ فؤادي وخفقة القلب الندية!
أمّاه مدي لي يديك، كي تمنحا الدِّفء، يديا
دعيني الثُمُ كفك، وهي تكفكفُ دمعتيا
ودعي وسادة قلبك، مهداً لأحلامي الهنية
حلم الشهادة ناضراً ريان أبقته الوفية
أماه هذي طريقنا، ولكم سلكناها سويا!؟
ربي استجاب دعاءك، يا جنَّة الحُلُمِ البهية!
أُمَّاه هذي شهادتي، في عيدك أغلى هدية!
أنا، ما رجوت سواها يوماً، مع رضاك يا رضية
أماه هذي وصيتي، فلُيْرضِك حفظ الوصية
إن زُفَّ من بعدي شهيدٌ، ورنوت إليك بناظريا
لا تذرفي الدمع هتوناً، من مدامعك السخية
ضميني إليك أمه، في وقفة العزِّ الأبية
اذكري عطش الحسين، ضلع البتول الهاشمية
إليها، وجهي يبتسم، للخلد في مهد المنية
أصرخ ملء جروحي، وذي جروحي شفتيا
يعلن فيها نجيعي، إن أمي زينبية
وهي لي أمٌ كأمي، وأنا لها منك تحية
لفتاها، إذ يهوي يعانق، ترب الجنانِ الحسينية.