الشيخ محمّد خشفي
- أبو الحسن الثاني، ثالث العلييّن، ثامن الأئمة عليهم السلام، عاشر المعصومين عليه السلام ، هو الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام. حمل كنية جده أمير المؤمنين عليه السلام أبا الحسن ويعرف بـ(أبو الحسن الثاني) وكذا الإمام الهادي عليه السلام (أبو الحسن الثالث).
- ثالث العلييّن نسبة إلى أن العلييّن هم أربعة:
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام، الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام، والإمام علي بن محمد الهادي عليه السلام.
- ثامن الأئمة عليهم السلام بتعداد الأئمة المعصومين من أمير المؤمنين عليه السلام حتى الإمام الرضا عليه السلام.
- عاشر المعصومين عليهم السلام: وهم بالتعداد من الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله إلى السيدة الزهراء عليها السلام إلى أمير المؤمنين عليه السلام وصولاً إلى الإمام علي الرضا عليه السلام.
- أمه الفاضلة: أم ولد، وقيل تكتم ونجمة وسمانه وقد ذكر بحقها العديد من الفضائل من كمال عقلها ودينها. ويذكر التاريخ أن والدة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (السيدة حميدة عليها السلام) اشترتها ووهبتها لابنها الإمام الكاظم عليه السلام فسماها الطاهرة.
ويقول الشاعر بحقها:
" إلا إنه خير الناس نفساً ووالداً ورهطاً وأجداداً عليّ المعظمُ أتتنا به للعلم والحلم ثامناً إماماً يؤدي حجة الله تكتمُ"
*ولادته المباركة:
ولد الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام في المدينة المنورة يوم الخميس وقيل الجمعة/11ذي القعدة/سنة148هـ (على المشهور) وكانت ولايته بعد ولاية أبيه عليه السلام بحدود العشرين سنة وعاصر الحكام التالية أسماؤهم: هارون الرشيد والأمين والمأمون الذي أنفذ إلى الإمام الرضا عليه السلام وحمله معظماً من المدينة المنورة إلى عاصمته طوس وأنزله دوراً عالية... عاش الإمام الرضا عليه السلام في تلك الديار وظهرت له كرامات وآيات باهرة وألطاف شملت خلقاً كثيراً ببركته، وفي ذلك مشاهد وآثار كثيرة ما يزال بعض منها موجوداً إلى الآن...
* شهادته عليه السلام:
بعد أن أعيت الحيلة المأمون العباسي وبعد أن حاول فرض الأمر الواقع على إمام المسلمين بجعله يقبل (ولاية العهد) التي قبلها بعدة شروط، صمم المأمون على قتله فدس السم في العنب وكانت شهادته عليه السلام عن عمر يناهز 55 عاماً ودفن في البقعة المعروفة باسمه عليه السلام في مشهد.
* مرقد الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام أو الروضة الرضوية في مشهد:
اشتهرت هذه المدينة المعروفة بقدسيتها لاحتضانها للجسد الطاهر للإمام الثامن من آل البيت عليهم السلام وتعتبر بحق من أروع وأبدع العمارات الإسلامية في العالم. تقع مدينة مشهد جنوب جبال (هزار مسجد) أي الألف مسجد، ترتفع عن سطح البحر980متراً وتبعد عن طهران العاصمة 912كلم وتعداد سكانها حوالي مليوني نسمة عدا الزوار الذين يترددون إليها بالملايين على مدار العام من جميع أنحاء إيران والعالم.
* بين بغداد وطوس:
في بغداد مرقد والد وابن الإمام الرضا عليه السلام نطل إطلالة سريعة عليها:
بعد أن تحمل الإمام موسى بن جعفر عليه السلام والد الإمام الرضا عليه السلام الأذى الكثير والمصائب العظيمة خاصة في عهد هارون الرشيد منقولاً من سجن إلى سجن، إلى أن قضى مسموماً في سجن( السندي بن شاهك)، فكان تشييعه عليه السلام بعد ثلاثة أيام من شهادته إلى مرقده الطاهر في الجانب الغربي من بغداد في مقابر قريش سابقاً أو الكاظمية حالياً. وقد دفن داخل الضريح الشريف أيضاً الإمام محمد الجواد بن الإمام علي الرضا عليه السلام.
* في طوس مرقد الإمام الرضا عليه السلام:
يعتبر المكان المقدس لمرقد الإمام الرضا عليه السلام ملاذاً للمؤمنين وفيه الفضائل الكبيرة والكثيرة فقد ورد عن الإمام الصادق عليه السلام عن أبيه عن آبائه الأطهار عن رسول الله صلى الله عليه وآله " ستدفن بضعة مني بأرض خراسان لا يزورها مؤمن إلا أوجب الله عزّ وجل له الجنة وحرم جسده على النار" وعن أبي الحسن الرضا عليه السلام" من زارني على بعد داري ومزاري أتيته يوم القيامة في ثلاثة مواطن حتى أخلصه من أهوالها: إذا تطايرت الكتب يميناً وشمالاً وعند الصراط وعند الميزان"
* المرقد الشريف:
كان بستاناً بين قريتي نوغان وسناباد وذلك حين دفن الإمام الرضا عليه السلام وقد ذكرت في وقت شهادته عدة روايات منها في شهر رمضان ومنها في ذي القعدة وأخرى في ذي الحجة. واليوم يعتبر مرقد الإمام الرضا عليه السلام بعد حوالي 1200سنة من رحيله وشهادته عليه السلام من المعالم المهمة والمزارات، وقد عملت الجمهورية الإسلامية على توسعة الأماكن المخصصة لاستقبال الزوار فصار على الشكل التالي:
خريطة حالية مفصلة للمرقد الطاهر للإمام علي الرضا عليه السلام/ مشهد المقدسة يقع الضريح الطاهر حالياً وسط دور وأبنية تابعة له، وفيه 9 صحون تابعة للمقام الشريف ذات مساحات متفاوتة وهي: الجامع الرضوي؛ الغدير؛ الكوثر؛ الهداية؛ الجمهورية الإسلامية؛ الإمام الخميني قدس سره؛ آزادي؛ الإنقلاب. وفيه أروقة عديدة منها:
رواق الشيخ الطبرسي؛ الشيخ الطوسي؛ الشيخ البهائي... وفيه مكتبة مركزية ومكتبة مسجد كوهرشاد. وفيه جامعة العلوم الإسلامية؛ ومجمع البحوث الإسلامية؛ والمدرسة العلمية؛ والمجمع الثقافي. وتقدّر مساحة أراضي مقر الضريح والمباني بحوالي20000م2 ويقوم على 5040متراً منها الضريح وأروقته وعلى 5211متراً الشرفات المواجهة للشوارع الجانبية... وعلى المرقد الطاهر قبة ارتفاعها 31متراً وكان قشرها الخارجي مكسواً بالقاشاني حتى عام 932هـ ثم أبدلت بالذهب وأقيمت المنارة المذهبة في عهد الصفويين.