حسن ركين
يحتوي العنب على معظم العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم، فيحتوي على مواد سكرية بحوالي 15% هي سكر العنب، ومنها حوالي 7% غلوكوز..وتزداد كلما نضجت الثمار، ويعتبر سكر العنب من أبسط السكريات وأسهلها امتصاصاً وتمثيلاً في الجسم. وقد وجد أن تناول 100غ من العنب يعطي للجسم كمية من الطاقة تعادل حوالي 68 سعرة حرارية، وتعزى هذه الطاقة أساساً إلى احتراق وتمثيل المواد السكرية الموجودة بالعنب داخل الجسم. ويحتوي العنب على بروتين بحوالي 8% وعلى دهون بحوالي 5% بالإضافة إلى مجموعة من أملاح العناصر هي أملاح البوتاسيوم والكالسيوم والفوسفور والحديد وبعض الفيتامينات وأهمها فيتامين"ب" وكذلك"أ" و"ج".
والعنب مصدر غني بالألياف فيحتوي على حوالي 4.3% والألياف لا تعتبر عنصراً غذائياً ولكن ثبت أن لها فوائد صحية عديدة، فهي تمنع حدوث الإمساك وتنظم مستوى الغلوكوز والكوليسترول بالجسم، بل تحمي كذلك من الإصابة بمرض سرطان الأمعاء. إن احتواء العنب على قدر جيد من السكريات يجعله مصدراً غنياً للطاقة التي يحتاجها الجسم لأداء وظائفه الحيوية المختلفة، من هضم ومشي وتفكير وغير ذلك.. ومن محتويات العنب خاصة القشرة، مجموعة من عناصر فيتامين"ب" المركب والذي يحتاجه الجسم في نواحٍ كثيرة خاصة لسلامة الجهاز العصبي. كما يحتوي العنب على كمية وفيرة من فيتامين"ج" الذي يرفع من مناعة الجسم ويقلل من احتمالات الإصابة بالميكروبات والجراثيم..وكذلك فيتامين"أ" الضروري لسلامة الجلد ويحتوي على البروتينات التي يستخدمها الجسم في إعادة بناء ما تلف من أنسجة. وقد استخدم ورق العنب في بعض الوصفات الطبية الشعبية حيث يحضر كشراب لعلاج الدزنتاريا والإسهال وانحباس البول، واستخدم لعلاج السرطان، والسل، ولعسر الهضم، ولالتهابات اللثة، والأسنان، وداء النقرس، وفي العمليات الجراحية، ولتلطيف ألم الزائدة الدودية، ولمقاومة الإدمان. واستخدم كمنشط جنسي، كما أنه مذيب للحصوات ويستخدم كذلك لضعف الرؤية وكملطف للرشح ومتاعب الجيوب الأنفية. ولقد زخرت كتب الطب النبوي وطب الأئمة عليهم السلام بالأحاديث التي تبين بعض خواص العنب وترشد إلى استعماله للاستشفاء من أمراض عديدة، نذكر منها ما روي عن أمير المؤمنين علي عليه السلام أنه قال: "العنب أدم وفاكهة وطعام وحلواء" وعن الصادق عليه السلام قال: "إن نوحاً شكا إلى الله الغم فأوحى إليه: كل العنب الأسود فإنه يذهب بالغم". ولقد ذكر الله سبحانه العنب في ستة مواضع من كتابه المجيد في جملة نعمه التي أنعم بها على عباده منها قوله عز وجل: ﴿وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ﴾ (سورة: يس/الآية: 34).