مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

شباب: لا زلتُ أميل إليها

ديما جمعة فوّاز


السلام عليكم،
اسمي عبّاس، عمري 22 عاماً. منذ سنوات تخلّصتُ من إدماني على نوع خفيف من المخدّرات. واجهتُ صعوبات جمّة رغم أنّني لم أتعاطَها سوى بضعة أشهر، لكنّ عمليّة تنظيف جسمي من سمومها استمرّت لأكثر من سنة. أدمنتُ عليها نتيجة رفاق السوء، الذين أقنعوني أنّها تختلف عن بقيّة الممنوعات، وأنّها لا تسبّب أيّة حالة إدمان، وأوهموني أنّها ستساعدني في تخطّي مشاكلي، وتمنحني قوّة الشخصيّة التي أفتقدها، ولكنّهم كانوا مخطئين، فقد غرقتُ في وحولها لفترة طويلة، حتّى أدرك والداي الأزمة، فألحقاني بمركز إعادة تأهيل، ولله الحمد، تحرّرتُ من تلك المصيبة فيزيولوجيّاً، ولكنّني لا زلتُ أميل إليها نفسيّاً.

المشكلة أنّني منذ أيّام، عدتُ إلى الحيّ والمنزل الذي أسكن فيه، فالتقيت مجدّداً برفاقي، وبمجرّد أن رأوني، بدأوا بالوسوسة لي مجدّداً كي أجرّب نوعاً جديداً منها، مؤكّدين أنّه فعّال ومميّز. خفتُ كثيراً من أن تضعف إرادتي، وطلبتُ من والدَيّ أن أذهب إلى القرية لقضاء بضعة أيّام كي أبتعد عنهم، ولكنّني لا أعرف كيف أتصرّف. هل أستمرّ بالهرب منهم؟ كيف أواجههم؟ ولماذا لا أملك الشجاعة الكافية لأقول لهم إنّني لا أريد أن أتعاطى الممنوعات مهما كان نوعها؟! ماذا أفعل؟

خطوات للحلّ:
الصديق عبّاس، شكراً لمشاركتك، ونحيّي جرأتك في التعبير عن هذه الأزمة التي مررتَ بها، ولا بدّ من الإضاءة على مجموعة من النصائح التي تساعدك على استنتاج الحلّ.
1- لا شكّ في أنّ ما مررتَ به أثّر في شخصك وحياتك، وجعل منك إنساناً مختلفاً عمّا كنتَ عليه؛ ولذلك لا تعتقد أنّك ضعيف، إنّما أنتَ اليوم أقوى بفعل تجربتك المريرة، فقد عانيتَ كثيراً للتخلّص من الإدمان، وعليك أن تكرّر بشكل يوميّ رفضك المطلق للعودة إليه.

2- تذكّر دائماً أنّ تعاطي الممنوعات هو عملٌ محرّمٌ، ومؤذٍ. دوّن هذه الفكرة على مجموعة بطاقات تراها أمامك في غرفتك كيف اتّجهت؛ وعليه، يجب أن تواجه كلّ شخص يوسوس لك بمعصية الله بكلّ جرأة وشجاعة بكلمة: "لا".

3- عليك أن تستمرّ في المتابعة مع مركز التأهيل، وتشارك المختصّين الذي أشرفوا على علاجك في ما يخالجك من مخاوف ووساوس مختلفة.

4- تحدّث مع والدَيك، وأخبرهما عن محاولات رفاقك لإيقاعك مجدّداً في وحول الإدمان، واطلب منهما الدعم النفسيّ والعمليّ.

5- لا بأس بأن تنتقل لفترةٍ إلى القرية، ولا تعتبر أنّ بقاءك بعيداً عن مجتمعك السابق هو هروب، إنّما هو بمثابة إعادة بناء لذاتك وإتمام لعمليّة الشفاء.

6- خطّط لمستقبلك، أكمل تعليمك، أو ابحث عن عمل، وابدأ التفكير في كيفيّة تأسيس أسرة خاصّة. انشغل بالمستقبل المشرق الذي ينتظرك، ولا تكترث لأوهام الماضي.

7- ضع خططاً للأشهر القادمة، وقرّر كلّ بضعة أسابيع أن تكتسب مهارةً جديدة مهما كانت بسيطة: مهارة في الاهتمام بالذات عبر طبخك للطعام، في الطباعة، أو اللغة، أو الكمبيوتر...

8- أشغل نفسك بأنشطة رياضيّة، واقصد الجامع بشكلٍ مستمرّ، ففي النادي الرياضيّ كما في المسجد، ستشكّل صداقات جديدة تغنيك عن رفاقك القدامى.

تلك الخطوات وغيرها ستساعدك في النظر إلى مستقبلك بشكلٍ أفضل، وبمتابعة من المختصّين في هذا المجال، فإمّا أن تقوم بتلك الخطوات الصغيرة، والتي لها مفعول كبير على مستقبلك ومستقبل أهلك، وإمّا أن تسمح للشيطان أن يوهمك بالضعف والوهن، فتعود إلى وحول الإدمان مجدّداً!

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع