عبّاس علي فتوني
محق الظلام و قرّت الأبصار |
و تبرّجت في أفقنا الأنوارُ |
"نيسان" أسلم مسدلاً أستاره |
و البِشرُ أظهر رسمه "نوارُ" |
و النصرُ وعدٌ من نصير قاهرٍ |
نعم النصيرُ الواحد القهارُ |
|
|
قد هلّ فجر الانتصار مهللاً |
و على الغصونِ تهادت الأطيارُ |
و تحلّت السّاحات أجمل حلّةٍ |
و جرت على جنباتها الانهارُ |
طافت حواليها الجموع كأنها |
بحرّ تماوج و الهوى بحّارُ |
و افترَّ وجه الصبح يجتاح المدى |
و تفتحت في روضها الأزهار |
و تعانق الأحبابُ أيّ تعانقٍ |
و العينُ أفصح دمعها المدرارُ |
حمداً لربّ العرش قد ولّى الدجى |
و أطل من وهج الأباة نهارُ |
|
|
لبنانُ سطَّر للخلود ملاحماً |
يحيي المروءة ذكره الموّارُ |
لبنان أصبح للكرامة معلماً |
أضحت ضرائحه الطهور تزارُ |
لبنان باقٍ في العلاء محلقاً |
ما انفكّ فيه قادة ثوارُ |
سيظل لبنان الأبي محجة |
تهفو إلى أمجاده الأقطارُ |
أعطى بواسله العروبة متعة |
ألحانها سُرّت بها الأمصارُ |
و تعززت غنّاء وحدة أمّة |
فيها المسيح و أحمد المختارُ |
|
|
لم أنس ألوان العذاب و هولها |
كيف استباح ربوعنا الأشرارُ |
أين الحقوقُ و أين أحكام السّما |
لم يبق في شرع اليهود نمارُ |
ما دام في وطني يحدّق غاصبٌ |
و يضم شبراً جحفل جبّارُ |
تبقى مقاومتي كطود شامخ |
أنّى يثبّط عزمها الإعصارُ |
قبضاتها عند الوطيس صوارمٌ |
و دماؤها، الله أكبر، نارُ |
هذي قرانا حدّثت أخبارها |
و عرى فلول الإحتلال العارُ |
إذْ ما أبان جهادها هتف الورى |
عاد الحسين و حيدر الكرارُ |
|
|
يا دهر دوّن في جبينك آية |
ما فتّ في عضد الجنوب حصارُ |
دامت مداميك المقاوم ترتقي |
و غدت أساطير العدى تنهارُ |
تحذو فلسطين الأبيّة حذوه |
و زوال رجس الإحتلال قرارُ |
و القدس تحرسها سواعد فتية |
نفضت غبار الصّمت و هو شنارُ |
لله درُّ الإنتفاضة جدّدت |
عرس الشهادة و الدماء نثارُ |
صمتت ثغور العرب لكنّ الربى |
نطقت ترجع صوتها الأحجارُ |
|
|
يا أيها الشهداء يا رمز الفدا |
ها أنتم الأخيار و الأبرارُ |
كرمى لأعينكم و زهر عطائكم |
يشدو البيان و تعزف الأوتارُ |
لولاكم ما استنشقت أتلالنا |
عطر السّلام وولّت الأخطارُ |
لولاكم ما أثمرت دوح العلى |
كلاّ و لم ينبت بأرضي الغارُ |
طوبى لكم يوم القيامة جنّة |
حيث النبيّ و آله الأطهارُ |