إبتسامة الجراح
هو العطاء الذي لا يعرف الحدود.
إنه البذل الذي لا يفرق بين الوجوه...
و لكل عين ناظرة يبتسم الجرح...
يعطي من قانية لوناً لكل الوجوه الشاحبة...
يهب من أقحوانه سحراً لكل الورود الذابلة...
هي قوة الدم و حرارة النزف...
تكسر كل قيود الأسر...
تلوّن وجه الشمس...
و تغطي جبينها بعصبة الحرية...
هو الجسد الذي يتلاشى و يأفل ...
ليكون مرمّماً لكل الأجساد الوالهة...
و الروح التي تهاجر إلى حيث اللانهاية...
لتعطي الحياة لكل الأرواح الميتة...
و يبتسم ثغر الجراح، من عمق الآه و الوجع...
و يدٌ تضمّد كل جروح المقهورين ...
لا تمتد لتضغط على نزف جرحها ...
هذا هو الفناء، هذا هو الذوبان ...
حيث يتوارى النور خلف الغمام ...
و يسكن الجسد بين ضلوع التراب...
قلب يهدأ في عتمة الأرض...
و عيون تطفئ بريقها ظلمة الضريح...
هذا هو العطاء، هذا هو الفناء...
حين يصرخ الإنسان من أعماق أعماقه
خذوا روحي و جسدي و ضوء عيوني
لينتصر الوطن.
منى يوسف ضاوي
*****
أنشودة الفخر
مهداة إلى روح الشهيد المجاهد رضوان دوغا "موسى" و إلى أرواح جميع شهداء المقاومة الإسلامية الأبرار.
يا أنشودة الفخر و العزة و الشهادة...
يا وردةً فاح أريجها في كل مكان و أوان...
عرفك التراب مجاهداً شهماً...
فكم سمع همساتك عند الفجر و عند المغيب...
حيث يهجم الليل فيطرد الشمس و الضوء...
و يحلّ الظلام الدامس...
و يطلّ القمر من فوق الجبال...
فقد اعتاد على سماع مناجاتك الحزينة...
و استأنس بصوتك العذب الحنون...
فهذا القمر يا موسى... اشتاق إليك...
يطلع كل يوم فوق المحاور...
يحرس المجاهدين و يضيء دربهم... يتفقدهم...
و كأني به يتمتم و يقول...
الموت لنا عادة و كرامتنا من الله الشهادة...
حمزة العاملي
*****
تنبه من دنياك
تسير بقافلة الحياة و لذّاتها و تنشد بحقها أروع الأبيات
تظن أن العمر مجرد لهو لا عملاً و كداً يوصل للنجاة
تتناسى الموت كأنك باقٍ و الخلق بعدك كلّهم للممات
تتغاضى عن أدنى الواجبات و تمضي لا تقي نفسك الزلاّت
ترى أسألت نفسك غداً كم من الأهوال سألقى عند الوفاة؟
تجول أفكار إبليس و تغويك تفرح برؤيتك فاعلاً للمنكرات
تتغاضى عن الحق متجاهلاً إياه أما تدري أن ترك الحق يورث الحسرات
تعلم أن الآخرة دار حساب فازرع لنفسك خيراً كي تحصد الحسنات
تأهب ليوم الحسرة و الندامة و استحِ من مولاك كفاك ثبات
تجنب مكائد اللعين، و حارب نفسك و عِظها ليوم لا تنفع فيه العظات
تكلم بحسن الكلام و أرقه و تزيّن بجميل الأخلاق و الصفات
توكل على الباري و ذلّل نفسك و قها نار الجحيم و حرّ الجمرات
تابع إحسانك، بع الحياة بدار الفناء، و اترك المخزيات
تعبّد و أقسم في السحر و الفجر و اتل كتاب الله تلق المكرمات
تعهّد لبارئك بحسن النيّة تذلل خوفاً منه قبل الفوات
تفقه في الدين و العلم سفينة تحط بأهلها على برّ الأمان لا الشتات
تمسك بالقيم و المبادئ و استقم قبل أن يمرّ عليك سحاب الممات
تُب إلى الله و اعترف بذنبك تكن ممن نالوا السعادة و الجنات
حوراء علي عبد الله
*****
ماذا أقول في وطنٍ أحبُ و أعشقُ
وطني، أنت دربٌ لكل حرٍّ
نستمدُ منك القصائد حرةً
يتوق كل مشتاقٍ لعناق صفوك
فأنت نورٌ، و عشقٌ و حبُ
أنت جنةُ، و للجنةِ يسعى مجاهدٌ
أنت مملكتي و أحبُ أن أصير ملكاً
لا للعرشِ اطمعُ بل للعطاءِ أصبو
ما عدتُ اخجلُ أن أكون خادماً
فكل خادمٍ و إن أساء فللسيد يخلصُ
أراك يا وطني نجماً. و شمساً. و قمراً
أراك هوىً. و حباً. و مجمعاً
أراك وروداً و زهوراً في ربيع أحسن
في بستانك خادم لا يغفلُ
لا يسمحُ لعابدٍ و لا لقاصدٍ أن يطمعَ
أنت سفينتي في بحر هائج
إذا ما اشتدت أمواج و هاجت أعاصير
أرى يا وطني أن لكل شيءٍ مدبراً
فللصورةِ مصور و للرسم رسامُ
و للمُلك ملك و للسيد خادمُ
و للنجم و الشمس و القمر ربّ
و للبستانِ بستاني و للسفينة ربانُ
ولكن ربي جعلك حراً ما قادك مستبدُ.
الأسير المحرر: رفيق دباجة