مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

شعر : فاطم لواؤك حسبي في الحياة

الشيخ حسن عيَّاد

 


 

أَجَلُّ قَصيدٍ اسْمُ فاطمَ جَاها

تَنَفَّس طيباً مِنْ شَميمِ هَواها

وَأَلْهَجُ ذِكْرٍ لِلْبَهاءِ حُروفُها

بِها اللَّه زَكى الْعالَمينَ وَباهى‏

فَأَبْدَعُ صُبْحٍ سَبَّحَ اللَّه ثَغْرُها

وَأَزْهَرُ فَجْرٍ باسِمٍ شَفَتاها

وَأَعْظَمُ خِدْرٍ لِلنَّبيّينَ خِدْرُها

وَأَسْمى رُواقٍ في الْوُجودِ رِداها

وَأَلْطَفُ أسرار النعيم سَريرُها

سَرورُ بَهَاءِ الْخُلْدِ سِرُّ مُناها

وَرَوْضٌ مِنَ المحمودِ رَوْضٌ لِفاطِمٍ‏

وَدَوْحَةُ نورٍ والنُّجومُ شَذاها

أَطَلَّتْ وَما كانَتْ لِغَيْرِكِ فاطِمٌ‏

لِتَبْسُمَ هَذي الشَّمْسُ فَوْقَ رُباها

فَللأرْضِ شَمْسٌ والْمَطايا كَواكِبٌ‏

وَلِلْبَحْرِ عُمقٌ لِلْجِبالِ عُراها

وَأَنْتِ لِهَذا الْكَوْنِ شَمْسٌ وَكَوْكَبٌ‏

وَعَيْنُ دَليلِ الْمَجْدِ مِنْكِ ضِياها

لَوى اللَّه عُنْقَ الْبيدِ كرْمى لِفاطِمٍ‏

لِيَمْشي عَلَيْها ظِلُّها فَنَراها

كَأَنَّ حُبوبَ الرَّمْلِ دُرُّ وَجَوْهَرٌ

بِأَصْدافِ عِطْرٍ ماطِرٍ مَجْراها

لآلئ دمْعٍ مِنْ دمٍ فوْق خَدِّها

تَقاطرَ مِنْ مِسْكٍ يَسيل وراها

حُسامُ نَسيمِ الصُّبْحِ حَزَّ وَريدَها

قَواريرَ مِنْ نوقِ العُطورِ فِداها

تَغارُ الْجِهاتُ الرَّحْبُ مِنْ وَجْهِ سَيْرِها

فَتَأْخُذُ مِنْ تبر الحَجيجِ يَداها

لِتَمْسَحَ فيها وَجْهَها كَيْ تَشُمَّها

وَتشْرَبَ أَفْواهُ الْوُرودِ نَداها

تَصيرُ إِذا سارَتْ عَلَيْها مَحَجَّةً

شَريفَةُ آلِ الْبَيْتِ فَوْقَ ذُراها

كَأَنَّ خُطاها تَخْلَعُ النَّجْمَ في السَّما

لِتَنْظِمَ عِقْداً مِنْ خُطىً نَعْلاها

فَحَيْثُ مَشَتْ لِلنُّورِ نَهْرٌ وَمَوْكِبٌ‏

نَهارٌ مَشى لَمّا مَشَتْ قَدَماها

فَتَأْنَسُ مَلأى بِالْوُرودِ شِعابُها

وَيَشْمَخُ بِالْعِزِّ التَّليدِ حِماها

صَعيدُ ثَراها لِلْنَبيّينَ مَسْجِدٌ

مَمَرٌ إِلى الْخُلْدِ السَّعيدُ خُطاها

عَظيمَةُ آلِ اللَّه بِنْتُ محمَّدٍ

لها اللَّه أَرْضَ الْمُمْكِناتِ دَحاها

وَلَيْسَتْ دُنانا غَيْرَ شاطِئ سِرِّها

لِعَيْنَيْكِ يا زَهْراءُ أَنْتِ بَناها

لِفاطِمَةِ الزَّهْراءِ في الأُفْقِ عُلِّقَتْ‏

جَفاها الْكَرى شَوْقاً نُجومُ سَماها

لَها الْمُنْتَهى دارٌ أَناخَتْ رِحالَها

مَطايا النّهى في ساحِها وَفناها

فَاسْمُكِ مَكْنونُ الْوُجودِ وَسِرُّهُ‏

وَهَذا الْمَدَى الرَّحْبُ الْفَسيحُ مَداها

فَأَنْتِ هُوَ الأَصْلُ الْبَديعُ وَأُمُّهُ‏

رَضيعَةُ نورِ اللَّه لَيْسَ سِواها

أَفاطِمُ يا جاهَ الإِلَهِ وَنورَهُ‏

وَيا قَلْبَ طَهَ لِلسُّرورِ جَلاها

أَفاطِمُ يا مَنْ يحْطِمُ النَّارَ نورُها

وَيُطْفِئُ حَرّاً لِلْحَطيمِ وَلاها

وَما بَيْتُها إلا الْوجودُ وَكَعْبَةٌ

لِكُلِّ نَبِيٍّ مَلْثَمٌ لِثَراها

حِجابُكِ أَيْنَ الشَّمْسُ مِنْها حجابُها

كَمِثْلِ حِجابِ اللَّه مِنْكِ رُواها

وُجودُكِ في الإِمْكانِ مَظْهَرُ سِرِّهِ‏

وَوَجْهٌ لِمَكْنونِ الْوُجوبِ بَراها

فَما أَجْمَلَ الزَّهْراءَ روحاً لأَحْمَدٍ

هِيَ الأُمُّ أُمُّ الْكائِناتِ وَطَهَ‏

لَها الْجَنَّةُ الْمَأوى مِهْادٌ وَمَرْقَدٌ

تُباهي بها وَالْحورُ طَوْعُ رِضاها

حَنينُ مَواويلِ السِّنينِ تَبُثُّهُ‏

حَنايا الْمَدى وَالْكَوْنُ رَجْعُ صَداها

فَكُلُّ بلاد يا ابْنَةَ الْخَيْرِ جَنَّةٌ

إِذا مَهَرَتِ بالْخَطْوِ وَجْهَ حَصاها

وَكُلُّ زَمانٍ يا ابْنَةَ الْخَيْرِ مُزْهِرٌ

إِذا مَسَّ جِسْمَ الدَّهْرِ بَعْضُ سَناها

وَكُلُّ عَليلٍ في الْوُجودِ إِذا مَشى‏

عَلَيْهِ اسْمُها قَدْ صارَ مِنْ بُرآها

وَكُلُّ ذَوي الْحاجاتِ تَغْنى بِاسْمِها

وَكُلُّ عَتيقٍ صارَ مِنْ طُلَقاها

فَمَنْ مِثْلُها؟ مَنْ مِثْلُ فاطِمَ؟ نورُها

زَفيفُ نُجومِ الصّالحاتِ حُلاها

فَيا بِنْتَ مَنْ صَلى النَّبِيونَ خَلْفَهُ‏

وَطَهَّرَ أَرْضاً داسَها وَوَطاها

لأَعْظَمُ خَلْقٍ في الْوُجودِ مُحَمَّدٌ

مِنَ اللَّه  أَوْصافَ الْكَمالِ حَواها

وَمَنْ في الدُّنى أُمٌّ لَها مِثْلُ فاطِمٍ؟

وَدونَ الْبَتولِ الطُّهْرِ كُلُّ نِساها

كَذَلِكَ مَنْ في النَّاسِ أُمٌّ كَفاطِمٍ؟

وَأَكْرَمُ خَلْقٍ سادَةٍ وَلَداها

عَليٌّ لَها كُفْؤٌ وَفاطِمُ ما لَها

لِحَيْدَرَ كُفْؤٌ في الْحَريمِ عَداها

فَلَيْسَ لَها إِلا عَليٌّ يَمينُهُ‏

يَميُنُ إِلَهِ الْعَرْشِ حَدُّ قَضاها

يَمينُ الْهدى الْبَتَّارِ جَلَّتْ صِفاتُهُ‏

لِشرْعَةِ دينِ اللَّه فَهْوَ قَناها

أَبا حَسَنٍ يا حجة اللَّه ضُمَّنِي‏

تغَنِّيكَ روحي في يَدَيْكَ غناها

لِواؤُكِ حُبِّي في الْحَياةِ وَساحَتي‏

عَلى الْكَوْنِ يَعْلو لِلْجِهادِ لِواها

إِلى آلِ بَيْتِ اللَّه شَدَّتْ رِحالها

قَصيدةُ عِشْقٍ وَالْوَلاءُ حَداها

فَيا نَحْلَةَ الْخَضْراءِ مَهْلاً فَإِنَّما

نَماؤُكَ أَنْفاسُ الْبَتولِ قِراها

رَوائِعُ ما أَبْهى وَدَوْحٌ نَسيجُها

مَواهِبُ أَزْرارِ الْخُلودِ جَناها

ثِمارٌ عَلى الدُّنْيا تَبوحُ بِسِرِّها

لَها الْمَجْدُ كُرْسِيٌّ أَريكُ عُلاها

تَدورُ بِذِكْرٍ عَزَّزَ اللَّه شَأْنَهُ‏

هُوَ النَّصْرُ آتٍ وَالْمَحَطُّ رَحاها

لأَجْل أَبي الْفَضْلِ الشَّهيدِ وَزَيْنَبٍ‏

وَعَيْنِ الخُمَيْنيِّ السَّعيدِ أَتاها

مُقاوَمَةٌ أَبْناؤُها الْعِزُّ رِحْلَةٌ

لِخَيْمَةِ مَهْدِيِّ الزَّمانِ سُراها

لِخَيْمَةِ مَهْدِيِّ الزَّمانِ حَجيجُها

لِخَيْمَةِ مَهْدِيِّ الزَّمانِ هَواها

رَصاصٌ عَلى الأَعْداءِ أُغْنِيَةُ الَّذي‏

يُصَلّي لِثاراتِ الحُسَيْنِ صَلاها

مُقاوَمَةُ الإِسْلامِ جَيْش مُجَلَّلٌ‏

عَلى الأَرْضِ مُمْتَدٌّ سِياجُ حِماها

رَصاصٌ مَهيبُ الصَّوْتِ لِلدِّينِ فاتِحٌ‏

وَيَحْني بِهِ لِلظَّالِمين جِباها

مَديدُ لَظىً لِلْحَقِ نارٌ عَلى الْعِدى‏

رُؤوسَ غُرورٍ لِلطُّغاةِ طَحاها

فَيا أُمَّةَ الْمَهْديِّ بُشْرى فَإِنَّما

لَكِ النَّصْرُ مَعْقودٌ بِخَيْطِ دِماها

عَليٌّ لَها مَوْلايَ إيرانُ كُلُّها

بِعَيْنَيْهِ سَهْلُ الضَّوْءِ وَهْوَ فَتاها

عَليٌّ لَها صَوْبَ الحُسَيْنِ بِكَرْبَلا

لأَنْبَلُ سَاحٍ في الْجِهادِ دَعاها

شَرايينُ ضَوْءٍ لِلشُّموسِ سُيوفُهُمْ‏

كَشَفْرَةِ مَسْنونِ الشُّعاعِ ذَراها

عُيونٌ كَأَرْماحٍ تَبوحُ بِضَوْئِها

حُدودَ قَضاءٍ ذا الزَّمانُ رَماها

وِعاء تَفاصيلِ الزَّمانِ عُيونُهُمْ‏

إِلى الْحَقِّ مَهْديُّ الزَّمانِ هَداها

سَيَفْتَحُ هَذي الأَرْضَ يَمْلأ نورُهُ‏

مَسَاحَةَ كُلِّ الدَّهْرِ وَهْوَ رَجاها

فَخَيْرُ خُيُولٍ لِلْجِهادِ خُيولُهُ‏

وَخَيْرُ خُطىً لِلْمِكْرُماتِ مَشاها

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع