يتكوّن دخان التبغ من أكثر من 1000 مركب مختلف منها ما هو سام، ومن أهم هذه المواد السامة غاز أول أوكسيد الكربون والسيانيد المهدرج وعناصر مسرطنة كالرصاص والنيكل والكاديوم ولا سيما النيكوتين الذي يعتبر المسؤول الأول عن الإدمان على تناول التبغ بمختلف أنواعه كالسيجارة والسيجار والغليون والأركيلة. ويعتبر غاز أول أوكسيد الكربون والنيكوتين العنصرين الأكثر خطراً على صحة الحامل وجنينها لما لهما من أثار ضارة أثبتتها الدراسات العلمية المختلفة في العالمين العربي والغربي. في لبنان أثبتت الدراسة التي قامت بها الجامعة الأميركية في بيروت عام 2004 ضمن 23 مركزاً صحياً، أن 23% من أصل 864 سيدة حامل تستمر بالتدخين خلال فترة الحمل.
إن الأضرار الناجمة عن التدخين عند المرأة المدخنة جسيمة منها:
1- ارتفاع نسبة إمكانية الإصابة بسرطان عنق الرحم وسرطان الثدي.
2- انخفاض مستوى الخصوبة والإباضة مما يسبب تناقص إمكانية الإنجاب.
أما الأضرار الناجمة عن التدخين عند المرأة الحامل أثناء فترة الحمل أو حتى أثناء فترة الإرضاع:
1- الإجهاض التلقائي الذي يحدث بسبب تأثير مادة النيكوتين كعامل مضيّق للأوعية الدموية في الرحم والمشيمة، سواء من الحامل المدخّنة أو من استنشاق دخان التبغ الصادر عن المدخنين المحيطين (التدخين السلبي).
2- ازدياد احتمال حدوث الحمل خارج الرحم.
3- اختناق الجنين وذلك بسبب غاز أول أوكسيد الكربون الذي ينتقل عبر المشيمة مما يخفض نسبة الأوكسجين المفترض إيصالها إلى الجنين وهذا يؤدي إلى ازدياد وفيات الأجنة.
4- انخفاض وزن المولود إلى أقل من 2500 غرام، حيث أثبتت الدراسات أن معدل انخفاض وزن المولود للمرأة المدخنة يعادل 200 غرام مقارنة بالمرأة غير المدخنة.
5- تناقص كمية الحليب وكمية الدسم فيه لدى المرضعات بالإضافة إلى انتقال النيكوتين بتأثيره المخدّر عبر حليب الثدي إلى الرضيع.
إن إدراك هذه المخاطر يوجب سن القوانين الخاصة بمنع التدخين ونشر ثقافة الامتناع عنه لما فيه من مضار على المجتمع بشكل عام ولضمان سلامة الأم والجنين في فترة الحمل والإرضاع بشكل خاص، كما أن على المرأة (الحامل أو الأم) أن تتخذ موقفاً حاسماً تجاه الإقلاع والانقطاع عن التدخين وتجنب الأشخاص المدخنين (ومن بينهم الزوج إذا كان مدخناً) وكذلك الأماكن التي يتواجد فيها المدخنون.