محمد خشفة
تعدُّ كربلاء من المدن العراقية القديمة التي يعود تاريخها إلى العهد البابلي، ويشتق اسمها من (كور بابل) أي قرى بابل ومن هذه القرى القديمة: نينوى الغاضرية النواويس والحائر. وذكر آخرون أن اسمها مشتق من الكرب والبلاء. تقع كربلاء جنوب غرب بغداد بمسافة (105كلم) وترتبط بمحافظات بغداد النجف القادسية بطرق تحيطها البساتين من كل جانب، وتبلغ مساحتها 52,856 كلم2. بدأت شهرة مدينة كربلاء منذ عام 61ه حين استشهد الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته وأصحابه وسبيت نساؤه وبناتُه ونساء الموالين إلى يزيد، وقد سجّل التاريخ العديد من البقع التي تباركت بوجود أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله في كربلاء وفيما يلي سنعرض أبرز ما تم إحصاؤه من مقامات ومراقد مقدسة في كربلاء:
1- المرقد المطهر للإمام الحسين الشهيد عليه السلام وداخله المشاهد التالية:
أ- قبة الإمام الحسين عليه السلام التي ورد أن الدعاء تحتها مستجاب.
ب- مرقد علي الأكبر عليه السلام.
ج- مرقد الطفل الرضيع.
د- المذبح الحسيني حيث قطع الشمر الملعون رأس الحسين عليه السلام.
هـ- أصحاب الإمام الحسين عليه السلام شهداء كربلاء.
و- مرقد الشهيد حبيب بن مظاهر الأسدي رضوان اللَّه عليه.
ز- مرقد السيد إبراهيم بن الإمام الكاظم عليه السلام المعروف (بإبراهيم المجاب).
وتبلغ مساحة الصحن المطهر لمقام الإمام الحسين عليه السلام 15 ألف م2.
2- المرقد المطهر لأبي الفضل العباس عليه السلام: وهو على بعد 350م عن الروضة الحسينية وتبلغ مساحته (4370م2)، ويحوي داخله جثمان أبي الفضل العباس عليه السلام.
3- مقام كف العباس عليه السلام الأيمن: وهو مكان قطع الكف الأيمن للعباس عليه السلام.
4- مقام كف العباس عليه السلام الأيسر: وهو مكان قطع الكف الأيسر للعباس عليه السلام.
5- مقام التل الزينبي: وهو مكان وقوف السيدة زينب عليها السلام لمشاهدة أحداث واقعة الطف.
6- مقام علي الأكبر عليه السلام: وهو المكان الذي استشهد فيه.
7- مقام علي الأصغر عليه السلام: وهو المكان الذي استشهد فيه الطفل الرضيع بسهم حرملة.
8- مقام الصخرة التي وقف عليها الإمام الحسين عليه السلام مخاطباً جيش عمر بن سعد وهي محفوظة بسياج حالياً.
9- المخيم الكربلائي: وهو المكان الذي نصب فيه الإمام الحسين عليه السلام الخيام (هاهنا محطُّ رحالنا...).
10- مقام الإمام المهدي عجل الله فرجه في كربلاء، وله مقام ومزار كبير.
11- ديوان الإمام الصادق عليه السلام، وله أملاك وقف للإمام عليه السلام وهو المكان الذي كان الإمام الصادق عليه السلام يتخذها منطلقاً لزيارة جدّه الإمام الحسين عليه السلام وإقامة المآتم إِحياءً لذكراه.
12- مقام الحر بن يزيد الرياحي رضوان اللَّه عليه على بعد عدّة كيلومترات من مقام الحسين عليه السلام.
هذه أبرز معالم كربلاء ومشاهدها... وما يمكن ذكره أن اللحظات التي يقضيها الزائر ما بين مقامي الإمام الحسين عليه السلام وأبي الفضل العباس عليه السلام إنما هي لحظات لا توصف من حيث التوجه القلبي والحنين الدائم لتلك المشاهد، ومهما ابتعد الإنسان يبقى لسان حاله يردد خلجات الشوق للأرض المقدّسة فقد ورد عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: "إن اللَّه تعالى اتخذ كربلاء حرماً آمناً مباركاً قبل أن يتخذ مكة حرماً"(1). ويقول بحقها أمير المؤمنين عليه السلام: "طوبى لكِ من تربة عليكِ تهرق دماء الأحبّة"(2). وقد ورد في الرواية المعروفة أنّ النبي الأكرم صلى الله عليه وآله أعطى زوجته أم المؤمنين أم سلمة عليها السلام قارورة فيها تربة من كربلاء وأخبرها بأنها حين تفور دماً تعلم بأن ابنه الحسين عليه السلام قد استشهد. وهذا يكشف عن خصوصيةٍ في تربة كربلاء المقدسة ليست في غيرها، الأمر الذي أكدته الروايات المتضافرة في حق تربة الحسين عليه السلام. رزقنا اللَّه زيارته في الدنيا وشفاعته في الآخرة.
(1) كامل الزيارات لابن قولويه، ص279.
(2) نفس المصدر، ص281.