إعداد: عصام نعمة
هل هو المستبد برأيه؟
أم هو الذي يمضي أمره دون تردد؟
أم هو الذي لا يرجع عن أمر أمضاه ولو تبين خطأه؟
أم هو؟
* معنى الحزم:
قيل لرسول اللَّه صلى الله عليه وآله: ما الحزم؟ قال:"مشاورة ذوي الرأي واتّباعهم".
وسُئل أمير المؤمنين عليه السلام: ما الحزم؟ قال:"أن تنتظر فرصتك وتعاجل ما أمكنك".
ومن فرائد حكمه عليه السلام:
- الحزم حفظ ما كُلّفت، وترك ما كُفيت.
- الحزم حفظ التجربة.
- الحزم النّظر في العواقب، ومشاورة ذوي العقول.
- إنّما الحزم، طاعة اللَّه ومعصية النّفس.
- أصل الحزم، الوقوف عند الشبهة.
- الحزم كياسة.
عن الإمام الصادق عليه السلام: الحزم مشكاة الظّن.
عن الإمام الهادي عليه السلام: أُذكر حسرات التّفريط بأخذ تقديم الحزم.
* الحزم والعزم
وقال الإمام علي عليه السلام في هذا الصدد:
- اعلم أنّ من الحزم العزم.
- من الحزم صحّة العزم، من الحزم قوّة العزم.
- من قلّ حزمه ضعف عزمه.
- من أظهر عزمه، بطل حزمه.
- لا خير في عزم بلا حزم.
* النظر في العواقب
إنّ رجلاً أتى رسول اللَّه صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول اللَّه أوصني؟ فقال له: فهل أنت مستوص إن أوصيتك؟ حتَّى قال ذلك ثلاثاً في كلّها يقول الرّجل: نعم يا رسول اللَّه فقال له رسول اللَّه: فإنّي أوصيك إذا أنت هممت بأمرٍ فتدبّر عاقبته، فإن يكُ رُشداً فامضه، وإن يكُ غيّاً فانته عنه. وعن الإمام علي عليه السلام: من تورّط في الأمور بغير نظر في العواقب فقد تعرّض للنوائب. وعنه عليه السلام:"التدبير قبل العمل يؤمنك من الندم". وعن الإمام الجواد عليه السلام:"من لم يعرف الموارد أعيته المصادر". وعن الإمام الصادق عليه السلام:"النظر في العواقب تلقيح للقلوب".
* الحازم
قال الأمير عليه السلام:"الحازم من لم يشغله غرور دنياه عن العمل لآخرته". ومن كلام آخر له عليه السلام:"الحازم من تخيّر لخلّته فإنّ المرء يوزن بخليله". وعنه أيضاً:"الحازم لا يستبد برأيه". ومن مواعظه البليغة وحكمه السديدة عليه السلام:
- الحازم من حنكته التجارب، وهذّبته النوائب.
- إنّ الحازم من شغل نفسه بجهاد نفسه فأصلحها، وحبسها عن أهويتها ولذّاتها وملكها.
- إنّما الحازم من كان بنفسه كل شغله، ولدينه كلّ همّته ولآخرته كلّ جدّه.
- للحازم في كلّ فعل فضل.
- للحازم من عقله عن كل دنيّة زاجر.
- لا يصبر على الحقّ إلاّ الحازم الأريب.
- لا يدهش عند البلاء الحازم.
- الحازم من كفّ أذاه.
- الحازم من أطرح المؤن والكلف.
- الحازم من دارى زمانه.
- الحازم من تجنّب التّبذير وعاف السّرف.
- الحازم من لا تشغله النّعمة عن العمل للعاقبة.
- الحازم من شكر النّعمة مقبلة وصبر عنها وسلاها مدبرة مولّية.
- الحازم من يؤخّر العقوبة في سلطان الغضب ويعجّل مكافأة الإحسان اغتناماً لفرصة الإمكان.
- الحازم من جاد بما في يده ولا يؤخّر عمل يومه إلى غده.
* أحزم الناس
عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله:"أحزم الناس، أكظمهم للغيظ".
وعنه صلى الله عليه وآله:"إنّ أكيسكم أكثركم ذكراً للموت، وإنّ أحزمكم أحسنكم استعداداً له".
وعن أمير المؤمنين عليه السلام:"أحزمكم، أزهدكم".
وعنه عليه السلام:"أحزم الناس، من استهان بأمر دنياه".
أحزم الناس، من توهّم العجز لفرط استظهاره.
أحزم الناس، من كان الصبر والنظر في العواقب شعاره ودثاره.
أحزم الناس رأياً، من أنجز وعده ولم يؤخّر عمل يومه إلى غده.
كمال الحزم استصلاح الأضداد ومداراة الأعداء.