إعداد: هنادي سلمان
* أهلي يرفضون تزويجي
أهلي لا يريدون تزويجي، تلك هي مشكلتي وبكل بساطة، فكلما تقدم لخطبتي شاب رفضوه وعللوا ذلك بحجج غير منطقية. أما سبب رفضهم الحقيقي فهو أنهم يحتاجون إلى الأجر الذي أتقاضاه من عملي في الإنفاق على المنزل. أحياناً أفكر بأن أعاملهم بقسوة كي يلينوا موقفهم معي، سيما وأن الشاب الذي يريد أن يتقدم لخطبتي هذه المرة، مواصفاته رائعة ومن الخسران أن أرفضه، فما هو رأيكم؟ علا. ج
يقول سماحة الشيخ محمد المقداد مدير مكتب الوكيل الشرعي للإمام الخامنئي في لبنان
إن الفتاة مصيرها إلى الزواج وهي في بيت أهلها أمانة، وستكون في بيت زوجها أمانةً أيضاً. وعلى الأهل أن يراعوا مصلحة ابنتهم في انتقاء الزوج اللائق والكفؤ من الناحية الشرعية فإذا كان المتقدم لخطبتها فيه مثل هذه المواصفات، ينبغي على الأهل أن يقبلوا به وأن لا يكونوا حجر عثرة في طريق حصول ابنتهم على الحياة الزوجية السعيدة التي تتصور حصولها مع هذا الشخص. وطمعهم براتبها الذي تتقاضاه هو منفعة مؤقتة قد تعقبها ندامة كبيرة من الأهل خصوصاً إذا توقفت عن العمل ولم تعد قادرة على تحصيل أجر أو راتب من عمل آخر. مضافاً إلى ذلك، أنه من المكروه جداً في الإسلام أن يُرفض الشاب المتقدم لخطبة ابنتهم إذا كان متديناً.
وهنا ينبغي على الأخت أن تسعى جاهدة عبر وسائل مختلفة لإقناعهم بأن الزواج حاجة لها وأن مصير الفتاة إلى بيت زوجها فإذا تأكدت يقيناً أن سبب رفضهم هو حاجتهم للإنفاق على المنزل فلتعلم أن الأب والأم عليهما واجب النفقة عليها إذا لم يكن هناك شخص ينفق عليهما ولتبين لهما أن زواجها لن يمنعها من الإنفاق عليهما إذا استمرت بالعمل، ولتصر على موقفها بقبولها للشاب وليتقدم لخطبتها، ومع رفضهما وكون الشاب كفؤاً لها من الناحية الشرعية والعرفية، تترك العمل، ومع إصرارهما ترفع أمرها إلى الحاكم الشرعي ليبين لها حكمها.
*****
* أصدقاء ابني لا يعجبونني
ابني في سن المراهقة وهو على علاقة ببعض الشبان الذين لا تعجبني أخلاقهم وتصرفاتهم. وكلما أطلب منه أن يقطع علاقته بهم ينزعج ويتضايق ويتشاجر معي، فكيف يجب أن أقنعه دون أن يتخذ مني موقفاً سلبياً. السيدة ر. خ
تجيب عليها الحاجة جمال الحسيني مدرّسة مادة علم النفس في حوزة السيدة الزهراء عليها السلام.
إن سن المراهقة حساسٌ جداً ويحتاج إلى تجنيد طاقات الأهل للعناية به. لأن المراهق إنما يبحث عن مثيل له وعن مثال يحتذي به. وهؤلاء الشبان هم من وجد لديهم الراحة والألفة وإذا حاولت منعه عن العلاقة بهم قد تحصل لديه صدمة لا تحمد عقباها. لذلك يجب تأمين البديل له للتنفيس عن حاجاته، والابتعاد عن القسوة في الخطاب العائلي معه. عليك أيتها الأخت الكريمة أن تعقدي جلسة مع زوجك لاطلاعه على الأمر واتخاذ التدابير المناسبة التي تراعي وضع ابنك النفسي لكي لا يشعر بأنكم ضده، ولكي يشعر بأن الأمور تسير بشكل طبيعي ودون تعقيد، وقد يكون الحل بدعوة هؤلاء الرفاق إلى المنزل ومحاولة التأكد من كون ملاحظاتك صحيحة تجاههم وليست مبنية على أمور ظاهرية فقط، أما إذا تأكدت من انحلال في أخلاقهم فحاولي أن تبيني لابنك بشكل غير مباشر، ودون عصبية، تصرفاتهم غير الأخلاقية.