الشيخ خضر عيد
من الكتب التي تنسب إلى الإمام علي عليه السلام الجفر، الجامعة، نهج البلاغة، وهي مجموعة آثار علمية والبعض منها مفقود والبعض موجود بين أيدي الناس. وهذه إطلالة على كتبه عليه السلاغم نتبين فيها بعض المعلومات للثقافة العامة.
* الجفر:
إن كلمة الجفر في اللغة تطلق على وَلَد الحيوان في سن معين بشكل عام، ولها بعض المعاني الأخرى، ولكن المقصود فيما خص حديثنا، الجلد الذي يكتب عليه. وفي الماضي كانت الكتابة تتم على جلود الحيوانات أو أوراق الشجر أو غيرها من أدوات تستعمل لحفظ الوقائع أو الأفكار القيمة، وعليه يكون الجفر كتاباً مصنوعاً من جلد الحيوان. والجفر كتاب يدغدغ اسمه ولفظه وجدان المسلمين مع أنه لم يطلع عليه أحد منهم ولم يصل إلى أيديهم، إلا أن شهرته قائمة على اليقين بوجوده ومحتواه الذي يتضمن الحديث عن الغيبيات والأحداث المستقبلية. وهذا ليس ببعيد عن الوارد في روايات أهل بيت العصمة عليهم السلام فقد ورد عن الإمام الصادق عليه السلام مبيناً حقيقة محتوى الكتاب: "إنّي نظرت في كتاب الجفر صبيحة هذا اليوم، وهو الكتاب المشتمل على علم البلايا والرزايا وعلم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة".
وقد أوضح الإمام السابع موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام اختصاص هذا الكتاب بالأنبياء وأوصيائهم مما يفسر لنا عدم إطلاع عامة الناس عليه وفقده من بين الكتب الموجودة في المكتبات الإسلامية على مر العصور قال عليه السلام: "علي أكبر بنيَّ، وأسمعهم لقولي وأطوعهم لأمري ينظر الكتاب الجفر معي، وليس ينظر فيه إلا نبي أو وصيّ نبي". والجدير بالذكر أن هناك جفاراً ثلاثة غير هذا الجفر وهو الكتاب المنسوب إلى الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، ومن علومه التي استقاها من المصطفى صلى الله عليه وآله.أما الجفار الثلاثة الأخرى فهي عبارة عن جلود حيوانات ولكنها استعملت كأوعية وضعت فيها أشياء مختلفة باختلاف ألوانها فأحدها لونه أبيض والثاني أحمر والثالث وهو أكبرها جعل وعاءً يحفظ به الجفران المذكوران:
* الجفر الأبيض:
وعاء، مخزون فيه كتاب الجفر الذي تحدثنا عنه وكتب الأنبياء السابقين التي وصلت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وورثها علي عليه السلام منه وانتقلت إلى وُلْده عليهم السلام، فعن أبي العلاء قال: "سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن عندي الجفر الأبيض، قال: قلت: فأي شيء فيه؟ قال عليه السلام: زبور داود، وتوراة موسى، وإنجيل عيسى، وصحف إبراهيم، والحلال والحرام..." في الحديث عن الإمام الصادق وفيه أن بريهة سأله عليه السلام بقوله: جعلت فداك أنّى لكم التوراة والإنجيل وكتب الأنبياء؟ فأجاب الصادق عليه السلام: "هي عندنا وراثة من عندهم. نقرؤها كما قرؤوها، ونقولها كما قالوها، إنّ اللَّه لا يجعل حجّة في أرضه يُسأل عن شيء فيقول لا أدري".
* الجفر الأحمر:
وهو الآخر وعاء تحفظ فيه مختصات رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وفي حديث الصادق عليه السلام: "وإن عندي الجفر الأحمر والجفر الأبيض... (إلى أن قال) وأما الجفر الأحمر فوعاء فيه سلاح رسول اللَّه صلى الله عليه وآله ولن يخرج حتى يقوم قائمنا".
الجفر الأخير:
وهو عبارة عن وعاء أكبر من الجفرين الأبيض والأحمر السابقين لأنه هو الحاوي والحافظ لهما وفي الروايات من جلد الشاة، وأنه مصنوع من جلد الثور ففي الحديث: "... وأما قوله في الجفر فإنه جلد ثور مدبوغ كالجراب فيه كتب وعلم ما يحتاج الناس إليه إلى يوم القيامة من حلال وحرام إملاء رسول اللَّه بخط عليّ عليه السلام وفيه مصحف فاطمة ما فيه آية من القرآن، وإنّ عندي لخاتم رسول اللَّه ودرعه وسيفه ولواه، وعندي الجفر...".