مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

مشاركات القرّاء: الوقت إن لم تقطعه قطعك‏

مريم محمود

 



الوقت هو عامل أساسي وركيزة مهمة في حياتنا اليومية ومتى استخدمناه جيداً وصلنا إلى ما نطلبه ونرغب في تحقيقه بسرعة مع دقة في الدراسة ووعي وشمول لجميع الأمور التي تحيط بنا، وإذا أهملنا عامل الوقت من حسابنا وقعنا في فخ الندم والحسرة. الوقت له قيمة كبرى ولقد كتب أحمد أمين يصفها: "إن قيمة الوقت كقيمة المال كلاهما في جودة إنفاقه وحسن استعماله". كذلك للوقت في الإسلام قيمة كبرى باعتباره أساساً من أسُس بناء الحياة والحضارة. المفهوم اللغوي: الوقت هو مقدار من الزمن وكل شي‏ء قدرت له حيناً فهو مؤقت... هو مقدار من الدهر معروف، وأكثر ما يستعمل في الماضي وقد استعمل في المستقبل، واستعمل سيبويه لفظ الوقت في المكان تشبيهاً بالوقت في الزمان(1).

* المفهوم الاصطلاحي
* يقصد به المد الزمني الذي يقضي فيه الإنسان حياته...

* الوقت في القرآن
يشير القرآن الكريم للوقت بعدة تعابير على الشكل التالي:
"الدهر" بمعنى الوقت: ﴿هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا (الدهر: 1).
"الوقت": ﴿قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ " (الحجر: 38 -37).
"العصر" استخدمت لتعبِّر عن الوقت أيضاً، ما ورد في الآية الكريمة: ﴿وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (لعصر: 2 - 1).
وقد وردت في القرآن المجيد ظواهر طبيعية ذات علاقة به تفيد معرفته وقياسه منها: الليل، الصبح، الفجر، دلوك الشمس... الخ.

* الوقت في الأحاديث
الإمام علي عليه السلام: "الدهر يومان، فيوم لك ويوم عليك فإذا كان لك فلا تبطر وإذا كان عليك فلا تحزن فكليهما ستختبر". وقال عليه السلام: "ما من يوم يمر على ابن آدم إلا قال له ذلك اليوم: يا ابن آدم أنا يوم جديد وأنا عليك شهيد فقل فيَّ خيراً أشهد لك يوم القيامة"(2). وقال عليه السلام أيضاً: "إن عمرك وقتك الذي أنت فيه". "إن أوقاتك أجزاء عمرك فلا تنفد لك وقتاً إلا فيما ينجيك"(3).

* أهمية الوقت
الوقت أغلى ما يملك الإنسان لأنه وعاء كل عمل... وعلى الإنسان أن يحسن تقسيم الوقت الذي يحتاجه لأن الوقت محدود، كما أنه لا يمكن تعويضه إذا فات. لذلك وجب على الإنسان استغلال الوقت ليزيد من قيمته وإلا فهو هدر. والوقت لا يمكن تغييره أو تحويله بغض النظر عما يريد تحقيقه، إنه يسير بنفس السرعة والوتيرة سواء أكان زمن مسرة أو زمن اكتئاب... إدارة الوقت: لا تعتبر كثرة العمل مقياس السعادة، فالسعادة تكون بالعمل الصحيح الناتج عن الطريقة الصحيحة، من هنا تكمن الحاجة إلى معرفة الفن في إدارة الوقت خصوصاً في هذا الزمن الذي كثرت فيه المسؤولية في كل الوظائف وعلى كل المستويات... وقد تكثر الأسئلة التي نطرحها، مثال: كيف السبيل إلى الراحة؟ لماذا لا يوجد لدينا وقت لأنفسنا للأسرة... حتى شاع القول المعروف والذي نردده جميعاً "ليس لدي الوقت الثاني". ولكن بالبحث عن الجواب نجد أن إدارة الوقت على النحو الصحيح هو الحل الأنسب والأفضل... وبناء على ذلك، نجد أن المشكلة الحقيقية ليست عدم توافر الوقت، وإنما عدم التمكن من التخطيط الفعال لتوظيف الوقت... وبالتالي علينا استثمار الوقت بطريقة مثلى... لأنه مورد محدد يملكه جميع الناس بالتساوي ولا يستطيع أحد زيادته فكل إنسان يملك 24 ساعة في اليوم وهكذا... وبما أن الوقت مورد نادر لا يمكن تجميعه وتخزينه، وما مضى منه لا يعوّض فهو أنفس ما يملك الإنسان. وأخيراً، الوقت سلاح ذو حدين إن لم تقطعه قطعك.


(1) ابن منظور، لسان العرب، ص‏30.
(2) سفينة البحار، ج‏2، ص‏739.
(3) تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم، ص‏159 - 158.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع