مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

أول الكلام‏: "قوا أنفسكم وأهليكم ناراً..."

الشيخ أحمد وهبي

 



عن الإمام علي عليه السلام: "وجدتك بعضي بل وجدتك كلي حتى كأن شيئاً لو أصابك أصابني، وحتى كأن الموت لو أتاك أتاني، فعناني من أمرك ما يعنيني من نفسي...".

الإنسان يرى ولده امتداداً له، واستمراراً لوجوده، لذلك يشعر عند فقدانه بانقطاع ذكره وتوقف حياته بمجرد موته، ولولا هذا الشعور الذي أودعه اللَّه عزَّ وجلَّ فيه والذي يدفع الإنسان لطلب الولد على ما فيه من تحمل للمشقات والآلام للأم والأب في الحمل والولادة وتربيته والسهر على سلامته وتأمين وسائل الحياة له، لما استمرت الحياة الإنسانية، ولتوقف النسل الإنساني منذ بدايته. من هنا فإننا نجد أن كل إنسان واعٍ عاقل يختار لنفسه من كل شي‏ء أحسنه وأفضله، فهو يختار أفضل الطعام، وأفضل اللباس وأفضل مسكن يستطيع تأمينه لهذه النفس. وكذلك على صعيد روحه فهو يختار لها العلم الأنسب والصفات الفضلى، والمنزلة العليا.

نعم قد يختلف الأمر فمن يرى أن السعادة في الآخرة وأن الدنيا دار عمل وزرع والحصاد يوم القيامة يرى الفضل في العلم والمقام والصفات التي تفيده في ذلك العالم الخالد، أما من نسي الآخرة وتعلق بالدنيا وظن أنها السعادة والنعيم، فهو يختار لنفسه من مقامات الدنيا وعلومها وصفاتها وأعمالها ما يسعده في الدنيا، إلا أن المؤمن باللَّه عزَّ وجلَّ لا يستطيع أن ينسى الآخرة وأن يغفل عن لحظة الموت ومفارقة الدنيا ولقاء اللَّه، لذلك فهو يكتسب من الفضائل ما يحقق له السعادة الخالدة له ولكل من يرتبط به ممن هم حوله، وأهم هؤلاء وأقربهم إليه الولد الذي هو نفسه وكله "وهو ثمرة القلب" كما عن الإمام علي عليه السلام: و"قرة العين وريحانة القلب" كما عن النبي صلى الله عليه وآله "أولادنا أكبادنا" كما عن أمير المؤمنين عليه السلام "الأب أصل الابن والابن فرعه، فإن عمل الإنسان إذا مات ينقطع إلا من ثلاثة ومنها الولد، فكل ما يعمل يصل ثوابه إلى والديه" كما عن الإمام الرضا عليه السلام. لذلك على الوالدين أن يختارا لأولادهما ما يحبان ويرجوان لنفسيهما، وما يرغبان أن يصل إليهما نتيجته في هذه الدنيا، وفي الآخرة من الأعمال السيئة ونيرانها أو الصالحة وجنانها. يقول تعالى:﴿قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ .

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع