* الشهادة حقيقة عظمى
"الشهيد معنى كبير، وحقيقة تثير الدهشة... إن حقيقة الشهادة حقيقة عظمى...".
* الشهادة أعلى بر
الرواية: "فوق كل ذي بر بر حتى يُقتَل المرء في سبيل اللَّه فليس فوقه بر" يعني أن فوق كل حسنة تفترضونها توجد حسنة أعلى منها، أما عندما يستشهد الإنسان في سبيل اللَّه فليس هناك عمل أفضل منه، وهكذا فعل آباؤكم (*)، وأنتم يجب أن تتعلّموا منهم سواءً كنتم فتياناً أو فتيات. نحن لا نقول يجب أن تذهبوا وتُقتلوا في سبيل اللَّه الآن. كلا لأن هذا ليس ضرورياً دائماً إلا إذا نشبت حرب أو طرأت مسألة معينة".
* الشهادة موت الأذكياء
"الموت هو للجميع، ونحن إذا توفينا في سبيل اللَّه لم نفقد شيئاً بحسب الموازين المادية الظاهرية، والموت هو المصير الذي لا مفر منه لكل واحد منا. وهذا المتاع سنفقده لكن فقدانه يكون على نحوين: الأول أن نضيعه، والثاني أن نبيعه، فأيهما أفضل؟ أولئك الذين لم يقتلوا في سبيل اللَّه قد أضاعوا أرواحهم، في المقابل لم يحصلوا على شيء. بينما الذين قدّموا هذا المتاع في سبيل اللَّه وبذلوا أرواحهم لأجل اللَّه هم الأشخاص الذين قد باعوا واستعاضوا بذلك، إن اللَّه اشترى أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة. فالشهيد يبيع روحه وفي المقابل يحصل على الجنّة والرضى الإلهي الذي هو أفضل الأجور. علينا أن ننظر إلى الشهادة في سبيل اللَّه من هذا المنظار، الشهادة هي موت الأذكياء الفطنين الذين لا يفقدون هذه الروح بدون ثمن، فهي رأسمالهم الأصلي، والموت والشهادة لا يعرفان عجوزاً أو شاباً، فكثيرون قتلوا في سبيل اللَّه، وماتوا وهم في سن الشباب. في الحقيقة ما قيمة هؤلاء الشباب الذين رحلوا فضيّعوا روحهم، إذ لم يتحركوا في سبيل اللَّه، ولم يكن مسيرهم إلهياً وموتهم لم يكن في سبيله، هؤلاء قد فقدوا متاع العمر الذي هو أعز شيء وفي المقابل لم يحصلوا على شيء...".
* إيثار الشهيد:
"... إن للشهداء حركتين وموقفين في منتهى الروعة والعظمة، وكل واحد منهما يحمل نداء عميقاً؛ أحدهما: موقف من الإرادة الإلهية المقدسة، وإزاء دين اللَّه وعباده الصالحين، والموقف الآخر أمام أعداء اللَّه. ولو أنكم وضعتم موقف الشهيد ومعنوياته ودوافعه، موضع التمحيص والدراسة لاتضح لكم هذان الموقفان. أما ما يتعلق باللَّه وعباده وأوامره، وكل ما له صلة بذاته المقدّسة، يتلخص بالإيثار والتضحية؛ فالشهيد قد آثر وضحّى للَّه. الإيثار معناه إنكار الذات وعدم إدخالها في الحسبان، وهذا أول موقف للشهيد. فلو أنه أقحم ذاته في الحسابات وضنّ بها ولم يخاطر لما بلغ هذه المنزلة. الشبّان الذين قصدوا سوح الوغى وضحوا بأنفسهم على رمضاء خوزستان التي تصل حرارتها 65 درجة، أو على جبال كردستان وبردها القارس والثلوج، كانت لهم مساكن وأسر، وكان لكل منهم أبوان عطوفان، وزوج عزيزة، والبعض منهم كان لهم أطفال يمثلون بالنسبة إليهم فلذات أكبادهم، وكانوا يعيشون حياة دعة واستقرار، إلا أنهم تخلوا عن كل هذا وقصدوا سوح القتال...". "لِمَ للشهادة هذا القدر من العظمة والأهمية؟ السبب هو أن الإنسان الذي يقدِّم روحه في سبيل اللَّه، هو في الحقيقة قد قام بالعمل اللازم في لحظة الحاجة وفي الوقت الذي يحتاج فيه الدين وسبيل اللَّه إلى الأشخاص الذين يعطونهما ذلك الرونق. الشخص الذي يجهد في سبيل اللَّه ويصرف نظره عن طلب الراحة، والمرأة والأولاد، والمتع العادية، سيكون له الأجر الإلهي وهو نفس الشهادة، فهذا وسام يدل على عظمة مجاهداته، لذا ذكرت مراراً أن الشهادة هي أفضل ثواب وأجر للجهاد في سبيل اللَّه...".
(*) الإمام يخاطب أبناء الشهداء.