ايفا علوية ناصر الدين
في يوم المقاومة والتحرير نتوجه إلى أرض المقاومة لنستعيد لحظات صمود وتحدٍ وبطولة خرجت من رحم القهر، ومشاعر فرح توّجتها الحرية بمجد الانتصار. ونتذكر... هنا سقطت قطرات من دم الشهيد فأنبتت وروداً وسنابل... هناك في أعالي ذلك الموقع المحصّن الذي سقط تحت أقدام المجاهدين، رفرفت راية المقاومة عالياً فقضّت مضاجع المحتلين. في ذلك المكان تعالت روح استشهادي نذر نفسه للَّه، وعلى ذلك الطريق أودت عبوة ناسفة زرعها المجاهدون بحياة جنود الاحتلال الذين ما شاهدنا لهم إلا صور الذل والهزيمة... تحت تلك الشجرة على طرف ذلك الجبل الأشم جلس مجاهد يتلو آيات القرآن مجهّزاً نفسه للقتال وإلى جانبه رفاقه يلتقطون أنفاسهم بعد أن أدوّا واجبهم الجهادي...
ومن ذلك البيت خرج مجاهد استطاع بقوة جأشه التغلب على طائرات العدو ودباباته والنجاة من مطاردتهم العنيفة. هنا لملم العدو أشلاء جنوده المقبورين، وهناك تعالت صيحات عملائه المذعورين... هنا وهناك، في كل مكان مشاهد وصور غزيرة تحكي الانتصار تلو الانتصار، تقبع في عمق الذاكرة ويحتضنها تراب الأرض قصصاً للتاريخ عن المحتل الغاصب الذي زحفت قواته تجر أذيال الخيبة وهي تقفل بوابات العبور.