اخرج إلى الضوء | عندما يكون القائد والداً للمجاهدين مهارات | المساندة النفـسيّة في الأزمات والحروب الملف | كيف نواجه إشاعات الحرب؟ الملف | بصبركنّ... ننتصر الملف | دعاء أهل الثغور: مدد المجاهدين الملف | الشهداء المستبشرون معالم المجتمع الصالح في نهج البلاغة الملف | قيم المقاومة آخر الكلام | تحت الركام.. الافتتاحية | الصبر حليف النصر

شعر: عضيدة الحسين عليه السلام

الشاعر عباس فتوني‏

 

 

أَقِرِّي فأحداقُ البريَّة تَرقُبُ‏

رسومَ الدَّياجي والمَلائِكُ تكتُبُ‏

إذا ما بدا الدِّينُ الحنيف مشرعاً

فأي الخطوب من بروجِك تقرُبُ‏

أعيدي شريط الذكريات وحدّقي‏

بأزمنةٍ فيها الحسام مذرَّبُ‏

يجولُ بأجيادِ النساءِ مبرِّحاً

فترقدُ في قَعْر الصَّغارِ وتندُبُ‏

فكم شَغَلتْ في الصيِّن أوضع منصبٍ‏

ولا سائل عن شأنها حين تغرُبُ‏

وكم أُحرقت في الهند بعد مماته‏

ورُغماً إلى الزوج الألوهة تنسب‏

وفي كنَفِ اليونانِ عاشتْ كسِلْعةٍ

تُباعُ وتُشْرى والكرامةُ تُسْلَبُ‏

وفي مسرحِ الرومانِ غُيِّبَ دَوْرُها

واراؤُها عُرْضَ الجلامدِ تُضْربُ‏

وقد وُئِدَتْ في الجاهليةِ عَنْوَةً

ومولدُها ضَرْب من العارِ يُغضِبُ‏

وما برحتْ للنائباتِ مطيَّةً

على مِجْمَرٍ أحلامُها تتقلَّبُ‏

فأشرق شرعُ اللَّه يَرفعُ بيرقاً

معالمُه صنْعَ الطَّغامِ يُؤنِّبُ‏

يُمزِّقُ دَيْجورَ الضَّلالِ شعاعُه‏

كَلَيْلٍ توارى حينَ أشرقَ كوكبُ‏

أتاكِ بألحانِ الحقوقِ وزَهْوِها

صداها مساواةَ الخلائقِ يُعْرِبُ‏

فهَلْ كافأتْ كفَّاكِ حُسْنَ بيانِه‏

أمِ القلبُ ثاوٍ والمُحَيَّا مقطِّبُ‏

لَعَمْرُكِ لا تحيا الشريعةُ دونما

فؤادٍ على إحيائِها يتلهَّبُ‏

أَلا هاكِ منْ شمس النبوةِ شعلةً

سناها بأُفْقِ المجدِ هيهاتَ يُحجَبُ‏

هيَ الايةُ الكبرى كَريمةُ فاطمٍ‏

ومفخرةُ الطَّفّ‏ِ العقيلةُ زينبُ‏

هي الطُّهْرُ والأخلاقَ والعِزَّ والتُّقى‏

بصبرٍ جميلٍ رُوحُها تتجَلْببُ‏

أغارتْ عليها الغائلاتُ إغارةً

فما وهُنَتْ أو نالَ منها تغرُّبُ‏

ولا رَهِبَتْ في كربلاءَ بوارقاً

تُنازِلُ فرسانَ الجهادِ فتُغلَبُ‏

يُبَلْسِمُ جُرْحَ الإِرتياعِ ثَباتُها

وإنّ‏َ حسيناً مُرْتَجاها ومطلبُ‏

فحين رأتْهُ بالدِّماءِ مضرَّجاً

وعيناهُ أنْواءَ المفازةِ تسكبُ‏

أطلَّتْ كطيْفِ المرتضى من خِبائها

وموجُ العِدى أنظارُه تترقبُ‏

فما صرَختْ مِلْ‏ءَ الحناجرِ خيْبَةً

ولا مَزَّقتْ ثوباً ليبْطَرَ مذنبُ‏

رَنَتْ بِعُيُونِ القَلْبِ أَرْوِقَةَ السَّما

تناجي الإلهَ والتقبُّلَ تطلُبُ‏

تقبَّلْ أيا ربّ‏َ الأنامِ شهادةً

بأهدابها عُمْرَ المدى نتقرَّبُ‏

تساقُ إلى الأنْباذِ وهْيَ سبيَّة

يُكَلِّلُها طَوْد منَ العَزْمِ أَهْيَبُ‏

يذودُ عنِ الإسلامِ سحرُ خطابها

فتُخرِسُ فاهَ الكفْرِ ساعةَ تخطُبُ‏

مضى ابْنُ زيادٍ معْ يزيدَ مذلَّلاً

وعادتْ إلى المجْدِ المؤثَّلِ يثربُ‏

ويبقى صناديدُ الطُّفوفِ منارةً

ودُنْيا الإبا أُسْدَ الرسالةِ تُنْجبُ‏

تُسَطِّرُ في سُوحِ الجهادِ ملاحماً

سهامُ الطَّواغي بأسَها تتهيَّبُ‏

أُعظِّمُ في أرضي مقاومةً حَوتْ‏

قلوباً منَ الفولاذِ أقوى وأصلبُ‏


مذَرَّب: حاد.
أجياد: مفردها جِيد أي العنق.
الجلامد: الصخور.
النائبات: مفردها النائبة أي المصيبة الشديدة.
الطغام: أرذال الناس.
الغائلات: المصائب.
أنواء: مفردها النوء أي المطر.
المؤثَّل: الراسخ.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع