مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

شعر: عضيدة الحسين عليه السلام

الشاعر عباس فتوني‏

 

 

أَقِرِّي فأحداقُ البريَّة تَرقُبُ‏

رسومَ الدَّياجي والمَلائِكُ تكتُبُ‏

إذا ما بدا الدِّينُ الحنيف مشرعاً

فأي الخطوب من بروجِك تقرُبُ‏

أعيدي شريط الذكريات وحدّقي‏

بأزمنةٍ فيها الحسام مذرَّبُ‏

يجولُ بأجيادِ النساءِ مبرِّحاً

فترقدُ في قَعْر الصَّغارِ وتندُبُ‏

فكم شَغَلتْ في الصيِّن أوضع منصبٍ‏

ولا سائل عن شأنها حين تغرُبُ‏

وكم أُحرقت في الهند بعد مماته‏

ورُغماً إلى الزوج الألوهة تنسب‏

وفي كنَفِ اليونانِ عاشتْ كسِلْعةٍ

تُباعُ وتُشْرى والكرامةُ تُسْلَبُ‏

وفي مسرحِ الرومانِ غُيِّبَ دَوْرُها

واراؤُها عُرْضَ الجلامدِ تُضْربُ‏

وقد وُئِدَتْ في الجاهليةِ عَنْوَةً

ومولدُها ضَرْب من العارِ يُغضِبُ‏

وما برحتْ للنائباتِ مطيَّةً

على مِجْمَرٍ أحلامُها تتقلَّبُ‏

فأشرق شرعُ اللَّه يَرفعُ بيرقاً

معالمُه صنْعَ الطَّغامِ يُؤنِّبُ‏

يُمزِّقُ دَيْجورَ الضَّلالِ شعاعُه‏

كَلَيْلٍ توارى حينَ أشرقَ كوكبُ‏

أتاكِ بألحانِ الحقوقِ وزَهْوِها

صداها مساواةَ الخلائقِ يُعْرِبُ‏

فهَلْ كافأتْ كفَّاكِ حُسْنَ بيانِه‏

أمِ القلبُ ثاوٍ والمُحَيَّا مقطِّبُ‏

لَعَمْرُكِ لا تحيا الشريعةُ دونما

فؤادٍ على إحيائِها يتلهَّبُ‏

أَلا هاكِ منْ شمس النبوةِ شعلةً

سناها بأُفْقِ المجدِ هيهاتَ يُحجَبُ‏

هيَ الايةُ الكبرى كَريمةُ فاطمٍ‏

ومفخرةُ الطَّفّ‏ِ العقيلةُ زينبُ‏

هي الطُّهْرُ والأخلاقَ والعِزَّ والتُّقى‏

بصبرٍ جميلٍ رُوحُها تتجَلْببُ‏

أغارتْ عليها الغائلاتُ إغارةً

فما وهُنَتْ أو نالَ منها تغرُّبُ‏

ولا رَهِبَتْ في كربلاءَ بوارقاً

تُنازِلُ فرسانَ الجهادِ فتُغلَبُ‏

يُبَلْسِمُ جُرْحَ الإِرتياعِ ثَباتُها

وإنّ‏َ حسيناً مُرْتَجاها ومطلبُ‏

فحين رأتْهُ بالدِّماءِ مضرَّجاً

وعيناهُ أنْواءَ المفازةِ تسكبُ‏

أطلَّتْ كطيْفِ المرتضى من خِبائها

وموجُ العِدى أنظارُه تترقبُ‏

فما صرَختْ مِلْ‏ءَ الحناجرِ خيْبَةً

ولا مَزَّقتْ ثوباً ليبْطَرَ مذنبُ‏

رَنَتْ بِعُيُونِ القَلْبِ أَرْوِقَةَ السَّما

تناجي الإلهَ والتقبُّلَ تطلُبُ‏

تقبَّلْ أيا ربّ‏َ الأنامِ شهادةً

بأهدابها عُمْرَ المدى نتقرَّبُ‏

تساقُ إلى الأنْباذِ وهْيَ سبيَّة

يُكَلِّلُها طَوْد منَ العَزْمِ أَهْيَبُ‏

يذودُ عنِ الإسلامِ سحرُ خطابها

فتُخرِسُ فاهَ الكفْرِ ساعةَ تخطُبُ‏

مضى ابْنُ زيادٍ معْ يزيدَ مذلَّلاً

وعادتْ إلى المجْدِ المؤثَّلِ يثربُ‏

ويبقى صناديدُ الطُّفوفِ منارةً

ودُنْيا الإبا أُسْدَ الرسالةِ تُنْجبُ‏

تُسَطِّرُ في سُوحِ الجهادِ ملاحماً

سهامُ الطَّواغي بأسَها تتهيَّبُ‏

أُعظِّمُ في أرضي مقاومةً حَوتْ‏

قلوباً منَ الفولاذِ أقوى وأصلبُ‏


مذَرَّب: حاد.
أجياد: مفردها جِيد أي العنق.
الجلامد: الصخور.
النائبات: مفردها النائبة أي المصيبة الشديدة.
الطغام: أرذال الناس.
الغائلات: المصائب.
أنواء: مفردها النوء أي المطر.
المؤثَّل: الراسخ.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع