ايفا علوية ناصر الدين
"نحن أمة البكاء"(*)، ولكن أيُّ بكاء؟ ليس البكاء في حالات الخوف والقهر والضعف والهزيمة والمذلة، بل البكاء في موضع القوة والانتصار... وهذا هو معنى بكائنا في عاشوراء.
أوليست ديمومة عاشوراء واستمرارية إحيائها دليلاً على القوة والانتصار في ذرف الدموع والآهات! بكاؤنا في عاشوراء تتفجر قطراته ينابيع صمود ومقاومة، وتشتعل براكين عنفوان وثورة، وهنا مستودع القوة ومكمن الانتصار نبكي على سيد الشهداء، فيزيدنا إصراراً على المواجهة والتحدي والتضحية بكل ما نملك في سبيل إعلاء كلمة الحق وزهق الباطل... نبكي على مقطَّع الكفوف، فيصير سيد جرحانا رمزاً يبلسم جراحنا ويحيل أوجاعنا إلى لمسات شفاء... نبكي على هذا وذاك من أصحاب الحسين د وأولاده، فندرك أن طريق الشهادة نعمة يختص بها اللَّه عباده المخلصين... نبكي على العقيلة زينب ي فنتعلم منها دروساً في معاني الصبر والاحتساب وكيف يكون الوقوف بوجه الظالم حتى بالكلمات... نبكي على وريث الإمامة المكبَّل بالقيود، فنرى فيه عزاء لأسرانا القابعين خلف قضبان الزنازين... في عاشوراء نبكي، وكلما بكينا كلما ازددنا يقيناً بأن بكاءنا هو سر الانتصار...
(*) عبارة للإمام الخميني قدس سره