للشاعر حسين حيدر
"في غُرُوبِ العَصْر تمتخض الحَضَارهَ |
أَخْبَرتني بَعْلَبكُّ اليومَ قصَّهْ: |
وَيُبِيحُ الزَّمَنُ المُرْتدُّ غَارَهْ" |
تُوْلدُ الابنَةُ لِصَّهْ |
مجرمُ الحرب رسولُ السِّلمِ صَدِّقْ لا تعاند |
لَمْ يَكُنْ ينْقُصُ هَذَا العَصْرَ إِلاَّ زُورُ شَاهِدْ |
قَاتِلُ الأَطْفَالِ فِي بَغْدَادَ أَو فِي القُدسِ وَاحِدْ |
آهِ من سُخْرِّيَةِ الأَقْدَارِ فِي عَصْرِ النَّمَارِدْ |
كُلُّ شَيءٍ قَابلٌ لِلنَّهْبِ فِي عُرْفِ القَيَادَهْ |
لَمْ يَصُنْ دُسْتُورَهَا المَكْتُوبَ أَيَّامَ الولاَدَهْ |
فَهْوَ فِي بَغْدادَ تِنِيِنٌ بإِدْرَاكِ جَرَادَهْ |
سَارِقُ الِبترُولِ والتاريخِ لاَ يُخْفِي مُرَادَهْ |
وَهُمُ شَاؤُوا صِراعاً للحَضَارَاتِ إِغْتِرَارَا |
أَيُّهَا التَّارِيخُ سَجِّلْ أَنَّنَا شِئْنَا الحِوَارَ |
فَكَتَبْنَا بِحِزَامِ النَّورِ أَنَّا لا نُجَارَى |
وَأَعَدُّوا آلَةَ التَّدْمِيرُ ناراً وَدَمارا |
صَارَ لاسْتِشْهادِنا الطوعِي رُعْبٌ لَيْسَ يُهْزَمْ |
عِنْدَمَا اخَتَرْنا سِلاَحَ النَّصْر وَالتَّارِيخُ أَسْلَمْ |
هُمْ أَرادُوا الحَرْبَ، من أوْرَى لَظَاهَا سوف يَنْدم |
فَلْيُعَمَّمْ ذَلِكَ النَّهْجُ المُوَازِيِ، فَلْيُعَمَّمْ |
"في غُرُوبِ العَصْر تمتخض الحَضَارَهْ |
أَخْبَرَتْني بَعْلَبَكُّ اليَومَ قِصّهْ: |
وَيُبِيحُ الزَّمَنُ المُرْتَدُّ غَارَهْ" |
تُوْلَدُ الابنَةُ لِصّهْ |