مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

أول الكلام‏: العلماء قادة

الشيخ أحمد وهبي

 



إنهم العلماء قادة الدرب وهداة الطريق.
إن وقفوا وجنبوا وذلوا أمام رغباتهم وخوفهم وإرهاب العدو لهم، وقفت الأمة وجنبت وذلت، وإن ساروا وتقدموا وأقدموا وأهدوا في الدنيا وواجهوا القتل وظلم الظالمين بكلمة الحق وبالصدور العارية وبالدماء الزاكية، انطلقت الأمة كالبركان الهادر تزلزل أركان الظلم والعدوان، وتدكدك حصونهم، وتدمر عروشهم، وتذل جبروتهم، وتذل كبرهم. هم قبلة المجاهدين، وقدوة العاملين، وملجأ الضالين. العلم والعمل شعارهم، والزهد والجهاد منارهم، شهر شباط على موعد مع العلم والجهاد مع الشهادة مع القادة. ففي السادس عشر من شباط قتل العدو الإسرائيلي عالمين من العلماء المجاهدين الذين قادوا مسيرة المقاومة الإسلامية منذ انطلاقتها، وكانوا شهداء في طريق الهاد ليعطوا درساً في جهاد العلماء ووقوفهم في مقدمة السيرة وحملهم للواء الدفاع عن الإسلام والأمة الإسلامية من خلال قولهم كلمة الحق مهما كانت النتائج. الشيخ راغب حرب الذي اغتاله العدو الصهيوني في بلدته جبشيت 1984. وسماحة السيد عباس الموسوي، الذي طاردته طائرة أباتشي صهيونية وأصابته بصاروخ في سيارته فاستشهد مع زوجته وولده رضوان اللَّه عليهم جميعاً عام 1992.


لقد حاول العدو بإرهابه وقتله وتشريده لعشرات الآلاف من المدنين والأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ وتدميره لآلاف البيوت باستخدامه لطائراته ومدفعياته الثقيلة ودباباته المتطورة، وبشتى أنواع الممارسات الإرهابية أن يقتل إرادة الناس في الدفاع عن أرضهم ووطنهم، وحقهم في العيش الآمن في بلدهم، لكنه أخطأ حيث أن هذا الإرهاب فجر تلك الروح الحسينية التي تسري في عروق ودماء شبابنا، فانطلقت كالبركان في مقارمة تزلزل حصون الاحتلال في أرض عاملة، مستنيرة بهدي العلماء وقادة المسيرة. في كل مراحل المواجهة، ولم تتراجع، ولم تقف بل استمرت بتقدمها يحددها كلام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في حث الأمة للجهاد، ونداءات الحسين عليه السلام وزينب عليها السلام يطلبان النصرة، واستمر الزحف واستمر تراجع العدو حتى اندحر العدوان. وكان السيد والشيخ رضوان اللَّه عليهما قادة درب المقاومة والجهاد، استهانا بكل قوة العدو ولم يخفهما إرهابه، وكانت شجاعتهما تشد عزم المجاهدين وتجعلهم يندفعون لمواجهة العدو وقتاله غير آبهين بكل قوة اللَّه العسكرية، كانت ابتسامتهما بلسماً لآلامهم، وإن دف‏ء عطفهما سكناً لأرواحهم وسكينة؛ لذلك أصر العدو على قتلهما لما وجد في وجودهما من خطرٍ على وجوده وكيانه، وكما كان قاتلاً للأنبياء، بقي قاتلاً لورثة الأنبياء. لكن هيهات فهو قد قدم لها ما يتمنيان من الحياة الخالدة، عند اللَّه وأحيا روحهما في الأمة فهي تسري فيها في كل روح عاشقة للشهادة ومحبةٍ للحسين عليه السلام وهاهم العلماء تعلّموا هذا الدرس ويقودون مسيرة عزة الأمة وانتصارها.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع