تحية حصون الأمة إلى أهل ثغورها: المقاومة في لبنان قدوة
آية اللَّه العظمى السيد محمد الشاهرودي
لا ريب في أن الدفاع عن المذهب وعن أرض المسلمين من أهم الواجبات، ولا بد أن يأخذ الشباب المؤمنون استعدادهم التام للقيام بوظائفهم الشرعية والإنسانية تجاه المؤمنين المظلومين، قال اللَّه تعالى: وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوّة. إن المقاومة في لبنان تقوم بحمد اللَّه وببركة تعاليم أهل البيت عليهم السلام بهذه المهمة الشرعية، ونحن نسأل اللَّه تعالى لهم التوفيق والتأييد، وندعو المؤمنين في سائر الأقطار الإسلامية إلى أن يستفيدوا من تجاربهم ومخطّطاتهم للدفاع عن كيان الإسلام والمذهب.
نأمل أن تصبح المقاومة ببركة التمسك بأهل البيت عليه السلام والاقتداء بهم أسوة حسنة لجميع المؤمنين والمستضعفين في العالم الإسلامي، كي يعملوا بوظيفتهم من الاحساس بالمسؤولية في الدفاع عن الدين والمذهب والوطن، والاستعداد التام لمواجهة التحديات ومقابلة الظلم والإستعباد والاستعمار، ورفع راية الإسلام والتشيّع لتحقيق مصداق قولهم عليهم السلام "الإسلام يعلو ولا يُعلى عليه"، ويكون تمهيداً لظهور الحجة عجل اللَّه فرجه الشريف، كما يقتضيه الانتظار الحقيقي للفرج، حيث إنه يستبطن التأهب والاستعداد مادياً ومعنوياً، وتحقيق المقدمات من إصلاح النفس والعمل بالأحكام الشرعية وممارسة الفنون الحربية وإعداد السلاح والقوة الجسمية والروحية، ليكونوا أنصاراً للإمام عليه السلام بعد ظهوره، وليتمكّنوا من التفاعل الإيجابي مع التغيير العالمي العظيم الذي يقوم به الإمام عليه السلام، ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً، وليتحقق مفاد قوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ﴾.