ولاء إبراهيم حمود
إلى شهداء مجمَّع الإمام الحسن كافَّة... ومنهم أفراد العائلة الشهيدة: ياسر، إبراهيم، حسين ووالدهم الحاج علي نور الدين، وزوجته الحاجة رندا رعد. وقد أشرقوا شموس شهادة في عز الظهيرة.. ومعهم شهداء آل مونِّس ومحمد علي هاني شرارة (كميل) ومحمد شبيب محمود (قاسم) ومحمد درويش (مهدي) وسواهم ممن لا ينسى اللَّه أسماءهم.
السَّلام عليكم يا أهل الدار...
ما بالهم صمتوا... وما ردّوا السلام؟
ما للمكان قد خلا من أهله؟ والدارُ... أين الدار؟
من يطفئ بالدمع نيران الجوى؟ بالشوقِ بركان اللظى؟
حتى الدِّيار تراكمت تخفي الأنين... تطوي على وجع السنين... أرق الحنين... وأسر الدّيار!
لا باب أطرقه، فيرتد الصدى في مسمعي... حتى الجدار هوى فما سند انتطاري... لا شيء منهم... وبعدهم لا شيء يجديه انتظار... حتى الظلال... ظلالهم... سابقتهم ومضت، تسحب معها بقايا الذكريات... أحبتي... يا بقية أهلي...
أتت روحي تناديكم... غدا حزني يناشدكم... ودمعي قبل أن يدري بكم، أحبابي، يبكيكم... سأكسر بعدكم قلمي وحبر القلب أهديكم... هلا أفصحت سيدتي؟ كيف رحلت مسرعةً؟ ومن ضمَّت عباءتُكِ؟ ومن ناديت يا أمي؟ جناح القلب؟ أم ثمراته الأغلى...؟ رؤى "ياسر" وآماله؟ طيف الحب في عيني "إبراهيم"... أم قسمات وجه "حسين"، يُقبلُ باسماً طلقاً بأحلامه؟ وعطف "عليِّ" يغمركم بأشواقه.
هلا أخبرتني "رندا"، عن الترحال قافلةً:
فأم علي(1) قالت لي: "بخطو العارف، يوماً، مشت رندا إلى اللَّه كان الشوق يدفعها... يسكن وجهها العابد... يحرِّكُ خطوها الواثق... إلى الأبطال تطعمهم ثمار القلب، وترويهم ندى العينين ولو عزَّ".
هلا أصغيت سيدتي لبوح القلب، إذ يهمي على أعتابك شوقاً، فضمِّيه أريج وردة مني... سلام الحب للشهداء... ويمضي بعدكم عمري... وتحيي القلب أمنيةٌ... أن يُرجع لنا الدهرُ من الدهر... وجوهكُم ومعكم كل من غابوا.. لنسهر مرةً أخرى في هذي الدار... أو نصغي من الماضي لصدى تذكار وإن نفقده ثانيةً... سيبقى القلبُ مثواكم وتبقون منى القلب...
فما فقدُ الديار أسال دمعي
ولكن فقدُ من هجروا الديارا
وما حُبُّ الديار شغفن قلبي
ولكن حبُّ من سكنوا الديارا
(1) أم علي رعد، قريبة الحاجَّة رندا.