إعداد: مؤسسة جهاد البناء
النفايات هي عموماً عبارة واسعة تنسب لمادة مستهلكة أو ناتجة عن نشاط أو عملية ما، والتي بسبب خصائصها الفيزيائية و أو الكيميائية و أو البيولوجية، تصبح عديمة الفائدة، ولهذا يتم إهمالها. إن التصنيف الرئيسي للنفايات يتبع عادة النشاط المولّد لهذه النفايات، ولهذا نجد عبارة النفايات المنزلية، والنفايات البلدية، والنفايات الصناعية، والنفايات النووية، والنفايات الزراعية، ونفايات الرعاية الصحية، والنفايات الطبية وهذا ما يُعرف بالتصنيف الأولي. أما التصنيف الثانوي للنفايات فيستعمل عند استهداف طبيعة أو صفة خاصة من النفايات، ولهذا الغرض تستخدم عبارة نفايات سائلة، وصلبة وغازية، نفايات خطرة، نفايات غير خطرة، ونفايات مسببة للأمراض ونفايات سامة. وهناك تصنيف على مستوى ثالث لتحديد أصناف النفايات، وهو يستعمل غالباً للإشارة إلى الطريقة أو الإدارة التي يمكن أن تستعمل للتخلص من هذه النفايات.
*أنواع النفايات الصلبة
يمكن حصر أنواع النفايات الصلبة عموماً بأربعة أنواع رئيسية مصنفة على الآتي:
*النفايات الصلبة البلدية، بما فيها المنزلية والتجارية (Municipal Solid Waste).
*النفايات الصناعية التي تنتج عن الأنشطة الصناعية المتراوحة بين الخفيفة والثقيلة.
*النفايات الزراعية الناتجة عن أنشطة الغابات وإنتاج المحاصيل الزراعية وأنشطة التجميل الخارجي وتنسيق الحدائق وتربية المواشي.
*نفايات خاصة ناتجة عن أنشطة عدا تلك المذكورة أعلاه، مثل مخلفات البناء والهدم، مخلفات المسالخ والمستشفيات والزيوت المستهلكة والإطارات المستعملة والبطاريات، وسيارات الخردة ومخلّفات معاصر زيت الزيتون.
*واقع النفايات الصلبة المنزلية في لبنان
تختلف كميات وأنواع النفايات الصلبة المتولدة إلى حد ما من منطقة إلى أخرى، كما يمكن أن تتغير ضمن المنطقة الواحدة بحسب الفترة الزمنية أو وفقاً لتطور هذه المنطقة. وطبقاً لتقرير وضع البيئة في لبنان (عام 2006)، فإن النفايات الصلبة المنزلية تعادل حوالي 90% من إجمالي النفايات الصلبة المتولدة في لبنان. وقد أشارت بعض التقديرات إلى أن لبنان قد أنتج عام 2001 حوالي 44.1 مليون طن من النفايات الصلبة البلدية (أي ما يعادل حوالي 940.3 طن يومياً) أو حوالي 92.0 كلغ للشخص الواحد في اليوم. أما المصادر الرئيسية للنفايات فهي المنازل، المؤسسات التجارية وأسواق الخضار والأسماك، وعمليات تنظيف الطرقات وتشذيب الحدائق العامة. تشكل النفايات العضوية المكون الأكبر من مجموع النفايات الصلبة البلدية، حيث تعادل نسبتها حوالي 63% من إجمالي كميات النفايات الصلبة في بيروت الكبرى وحوالي 51% من الإجمالي العام الوطني كما هو مبين في الشكل أدناه.
تشكيل النفايات الصلبة العضوية في بيروت الكبرى وفي لبنان(1)
*معالجة النفايات المنزلية
هناك عدد من الخيارات المتاحة لإدارة النفايات الصلبة. وعموماً لا يمكن اعتماد أي من هذه الخيارات افرادياً واعتباره بشكل مطلق بأنه أفضل من الخيارات الأخرى؛ فالخصائص المرتبطة بالموقع (البيئية، والمعرفة التقنية، والاقتصادية الاجتماعية، والمالية، والمؤسساتية) لكل محافظة أو قضاء أو منطقة، هي التي تحدد الخطة الممكنة لإدارة النفايات الصلبة المنزلية. أما مجموعة الخيارات الممكنة لمعالجة النفايات الصلبة المنزلية فتكون على مرحلتين:
1 - التجميع والنقل: تجميع النفايات في حاويات خاصة ونقلها مباشرة أو بواسطة محطة انتقالية إلى موقع المعالجة أو المطمر الصحي للنفايات.
2- المعالجة أو الطمر الصحي للنفايات: معالجة وإبعاد النفايات بشكل لا يؤدي إلى آفات بالبيئة. هذا الحل يأتي في إطار المعالجة الاندماجية للنفايات والتي تضم خمس حلقات مترابطة مرتبة حسب أفضليتها، وهي التالية:
1 - التقليص بالمصدر (Reduce):
هو تقليل المواد الخام المستخدمة، وبالتالي تقليل المخلفات، ويتم ذلك:
إما باستخدام مواد خام أقل.
أو باستخدام مواد خام تنتج مخلفات أقل.
أو عن طريق الحدّ من المواد المستخدمة في عمليات التعبئة والتغليف، مثل: البلاستيك والورق والمعادن، وهذا يستدعي وعياً بيئيّاً من كل من المستثمر والمنتج.
2 - إعادة استخدام المخلفات (Reuse):
هذا الأسلوب يؤدي إلى تقليل حجم المخلفات، ولكنه يستدعي وعياً بيئيّاً لدى عامة الناس في كيفية التخلص من مخلفاتهم، والقيام بعملية فرز بسيطة لكل من المخلفات البلاستيكية والورقية والزجاجية والمعدنية قبل التخلص منها.
3 - إعادة التدوير (Recycle):
هي عملية إعادة تصنيع واستخدام المخلفات، سواء المنزلية أم الصناعية أم الزراعية، وذلك لتقليل تأثير هذه المخلفات وتراكمها على البيئة. وتتم هذه العملية عن طريق تصنيف وفصل المخلفات على أساس المواد الخام الموجودة فيها ثم إعادة تصنيع كل مادة على حدة. وحيث أن نسبة المواد العضوية المنتجة في لبنان هي الأعلى من حيث كمية النسبة المفرزة من النفايات، فإن عملية التسبيخ تعتبر الحل الأمثل لمعالجة هذه المواد الحيوية التي تتحول فيما بعد إلى سماد عضوي ذات قيمة سمادية عالية.
4 - حرق النفايات (Incinerating):
طريقة الحرق شائعة أيضاً، ومن ميزاتها أنه يتم التخلص من النفايات بشكل شبه نهائي، كما أنها تنتج طاقة لا بأس بها يمكن الاستفادة منها وتعتبر طاقة رخيصة. ولكن في ذات الوقت، فإن بعض منتجات الحرق قد تساهم في التلوث البيئي المتزايد أصلاً. ومن المؤكد أن الحرق يؤدي إلى كميات كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يساهم بظاهرة التغير المناخي التي بدأت أخطارها تلوح في الأفق وأصبحت ملموسة في الكثير من دول العالم. وأي زيادة في معدلات غاز ثاني أكسيد الكربون هي أمر غير مرغوب به حالياً ويُفضل استبعاده حتى ولو كان ناتجاً عن حل لمعضلة النفايات الصلبة وانتشارها العشوائي.
5 - طمر النفايات (Landfilling):
طمر النفايات يعتبر الحلقة الأخيرة في سلسلة المعالجة الاندماجية للنفايات. تتم هذه العملية من خلال طمر هذه النفايات في مدافن منظمة ومطابقة للمعايير الصحية.
(1) تقرير وضع البيئة SoER وزارة البيئة.
(2) دائرة الإحصاء المركزي 2003.
(3) اعتماداً على SoER.
(4) اعتماداً على أرقام زحلة مع إضافة عملية التسبيخ.