آية اللَّه محمد علي موحدي كرماني
في كل المرات التي التقيت بها سماحة القائد، كنت أشعر بتواضعه بشكل كامل. في إحدى المرات تكلمت مع سماحته بشأن تعيين مسؤول لنيابة الولي الفقيه في "حرس الثورة"، وأبديت رأيي بشأن شخص اخترته لهذه المسؤولية. فأجاب سماحته: إذا أردتم رأيي، فأنا لا أجد مصلحةً في ذلك. ثم أوضحَ السبب. وفي آخر الرسالة كتب: "والأمر إليكم".
إنني واقعاً شعرت بالخجل ممّا قابلني به. لم أكن أعرف ماذا أقول مقابل هذا التواضع من سماحته، فلقد أتيت إلى "الحرس" بأمر منه، والآن يقول لي: إذا أردتم رأيي، فهو هذا، لكن "والأمر إليكم"! في ذلك اليوم قلت لسماحته: كل الخيارات بيدكم، تفضلوا بالأمر وأنا أنفّذ. من المؤكد أنه بالنسبة لسماحته، ليس للمراسلات "القيادية" أية جاذبية. ولقد قال في أحد لقاءاته مع مجلس الخبراء: "إن "روحيّتي" هي نفسها تلك التي كانت أيام طلب العلم في قم". وفي الواقع إن الأمر كذلك؛ "فروحيَّتُه" التي كانت في غرفة المدرسة الفيضية أشعر بها اليوم نفسها، ولقد لمستها بكامل وجودي. وإن كان سماحته قد قبل بمنصب القيادة فليس ذلك إلا تحت عنوان الواجب والإحساس بالمسؤولية.