عماد عواضة
مهداة إلى معلمي المتقاعد...
خجلى هي الكلمات... أقسم أنها خجلى... عندما نحاول أن نجمع الحروف في تكريم المعلّم... صورتك ورسمك... وإسمك... محفورة في القلب والعقل... وتظل أنت أيها المعلّم ترشح على وجنات العاشقين... فيض حروف من جرار القلب حتى تؤلِّف نهر الكلمات... يا حاديَ القافلة... يا حادي العبرات هوناً... هذا رجع صداك...
يا أجمل إنسان أنت...
يا رحيل العمر في تراب العقول... وأتى شتاء شفتيك وقلبك... فاشتعل اليناع... جيل في أثر جيل... حتى بلوغ الجبال... هذا زرعك استوى على سوقه... يعجب الزرَّاع... نكرمك وأنت زيتونة الخصب... ما ملَّت أغصان يديك من حب العطاء... هوناً يا حبيبنا المقدَّس... خذ عنَّا عينيك... وانظر إلى الأفق... سترى صفوفاً... من مدادك أنت. يا استراحة الشمس في ظل دفترك والكتاب... هذا نورك يسعى... يمشي... هو نور اللَّه أيها المعلّم... وأنت ممعن في المصباح... لتشعل الكلمة في وادي النور... هذا حبرك والنجيع... مداداً من أجل الشهيد...
يا عُصارة جبلّة الأولين... يا معفَّراً بطبشور الفقراء... هوناً لا ترحل... من قال إن القوافي تستريح... دع أوراق قلبك ودفاتر عينيك... دعها هنا... هذا صدى صوتك... هذا حبرك وأناملك... هوناً... هوناً يا حادي الكلمات... من قال إن حبرك يستريح... هوناً يا حادي عمرنا... شكراً لك يا بيدر الحروف... وأنت للحرف، للكلمة، وللكتاب... هوناً على شفق عينيك... خذ من قلوبنا وردةً... أو خذ عيناً... يا امتداد العمر أنت... يا وجه الصبح الجميل... يا صباح الخير... حلَّفتك أن لا تستريح... من قال إن حبرك يستريح؟!