تمضي بنا رواحل النصر مسرعةً في جنان الوجد عابرةً قفار الآهات والأحزان، لتنحدر ملياً إلى جنبات القوافل وترفع أكاليل الغار للثوار، وترسل كلماتها الهادرة عند أعتاب الشموخ والافتخار.
تموز حكاية التاريخ الذي نقش في جبين الحياة عبيراً يافعاً في وجه الطهر والقداسة، وسوسنة النقاء المتربعة فوق حقول القمح والبيلسان، لتكتمل فصولها بين حنايا آب رحيقاً متصاعداً من ورود العطاء وزهور السخاء.
تلك هي حكاية تموز ومضاتِ عزٍ حفرت في بنت جبيل وشاح أمل تطاير من أقطار مارون الرأس إلى ظهور عيتا الشعب محملاً بعبير الأقاحي وشذا الأقحوان، لتتمايل عند فيافي الحجير مدمرةً دبابات القهر وجرافات الطغيان، لتشهد الغندورية بأم عينها انصهار الحديد من نار اللظى التي أشعلها المجاهدون شعلةً للنصر المظفر في قلب الزمان.
حسن عليان