ولاء إبراهيم حمود
من الشهيد سامر نجم... إلى نور، ابنته التي أضاءت له دروب الآخرة، فوق معابر الحياة...
يا نور القلب... أضيئي كما تشائين... أشرقي من أي جهة أردت... فكل المدى امتدادٌ لوجهك الحلو المزهر في جنبات روحي. إطلعي من ثنايا وردة، أضاءت الفجر أمام ظلام عمري... إطلعي من قلبي... من خفقته التي عزفت لكِ قبل ولادتك نشيد الحياة... يا طفلتي... مُدِّي من طفولتكِ... من ربيعها لي جناح محبتك... عيناك جميلتان يا ابنتي، دعي جفنيهما يحضنان وجهي... الذي ينتظرهما في زوايا ورقة ربيع خالدٍ كابتسامتك... يداك دافئتان يا صغيرتي... اتركيهما فوق يديّ الباردتين، تحضنان تعب عروقهما... لك يا حبيبتي كل هذا التعب... لكِ يا ريحانة قلبي كلُّ هذا السعي... كان همي أن أحمل حقولك إلى مشرِق الشمس... فأشرقت على قلبي أنوار الشهادة... كنت أهمّ بأن أنقل إلى مروج طفولتك وملاعب صباك ينابيع الحياة... فأخذني ينبوع الشوق بعيداً... وقرَّبني إليه... إلى اللَّه حيث ينابيع الرحمة التي لا تنضب... خفّفي الحزن يا ابنتي... جفّفي الدمع يا حلوتي... واللَّه ما تركتك... ها أنذا قربك... فراشة تخفق فوق فراشك... وردة عطر قرب شباكك... ما أجملك وأنت ترمقين المدى... وقد ارتاح خدك الوردي على راحة يدك، تخفي في قبضتها قلبي... قلب الشهيد هنا... وهناك جسده... هنا روحه بين جنبيك... إمسحي الدمع، وأضيئي الدرب بنظرةٍ كما أضأتها لك بقطرة من دمي، وارفعي الرأس وأنشدي: نورُ أبي... أنا نور أبي... وأبي نور قلبي... إني أنا ابنة الشهيد.