يروي والد ثلاثة شهداء، والذي استشهد صهره كذلك، فيقول: في مساء أحد الأيام أُبلِغنا هاتفياً أن عدداً من الأشخاص يريدون زيارتنا. رجّحت أنّ الآتين هم من المسجد أو الحسينية، فتهيّأنا لاستضافتهم. كانت الساعة تقارب الثامنة عندما قُرِع جرس المنزل؛ دخل أحد الأشخاص في البداية، وتَبِعَه دخول سماحة قائد الثورة، في تلك اللحظة تملَّكتني الفرحة حتى كأني أُعطيت الدنيا كلها. أريت القائد الحبيب صور شهدائنا الأربعة، فدعا سماحته لهم. قلت له: "سماحة السيد، ادعُ ألا تضيع دماء الشهداء". فأجاب بالقول: "دماء الشهداء لا تضيع أبداً؛ لثورتنا صاحب، وهو الذي يحميها".