مديرية الصحة الاجتماعية/الهيئة الصحية الإسلامية
تُعرّف الذاكرة بأنها ظاهرة طبيعية للإنسان وقدرة يمتلكها الجميع، لذلك فإن اضطراباتها تعد مصدر قلق ولا سيما مع التقدم في السن حيث يظن البعض أن القدرة على التذكر واستدعاء المعلومات تتدهور كلما كبر الإنسان في العمر. إلا أن هذا الاعتقاد غير صحيح فعملية الشيخوخة نفسها لها تأثير بسيط فقط على تدهور الذاكرة، إذ أن اضطرابات الذاكرة العرضية تعد أمراً عادياً وطبيعياً ويمكن أن يحدث في أي سن، ويمكن أن تبقى الذاكرة منتعشة حتى آخر العمر ولكن مع التغذية السليمة.
إن الكثير من الناس يعانون من فقدان الذاكرة بسبب نقص المواد الغذائية اللازمة للمخ فإذا كانت نسبة الكولسترول والجلسرايدات الثلاثية مرتفعة بالدم تقل عملية مرور كمية الدم الغني بالغذاء عبر الحاجز المخي ومع مرور الوقت يمكن أن يؤدي ذلك إلى إصابة المخ بسوء التغذية وبالتالي اضطرابات الذاكرة. كما أن نقص فيتامين (ب) المركب والأحماض الأمينية يؤدي إلى فقد الذاكرة لأن تلك المواد تعمل كناقلات عصبية في المخ، كما أن الإدمان على الكحوليات والمخدرات وانخفاض السكر في الدم وأمراض الغدة الدرقية جميعها تقود إلى تثبيط الذاكرة. إذاً، فمن الفيتامينات والمعادن التي تساعد على تقوية الذاكرة: فيتامين (ب) المركب، والمنغنيز الذي يساعد على تغذية المخ والأعصاب، وفيتامين (ج) وهو مضاد قوي للأكسدة ويحسن الدورة الدموية، إلى جانب الزنك الذي يخلص المخ من السموم. كما يُنصح بتناول اليانسون ونبات إكليل الجبل والوجبات الغنية بفيتامين (ب) مثل الرز غير المقشور والبيض والسمك والمكسرات وفول الصويا والحبوب الكاملة إضافة إلى السكريات المعقدة. وعليه فإن التغذية السليمة يمكن أن تضمن للإنسان التمتع بذاكرة نشطة وحادة حتى بلوغ التسعينات من العمر..