أذكار | أذكار لطلب الرزق مع الإمام الخامنئي | سيّدة قمّ المقدّسة نور روح الله | الجهاد مذهب التشيّع‏* كيـف تولّى المهديّ عجل الله تعالى فرجه الإمامة صغيراً؟* أخلاقنا | الصلاة: ميعاد الذاكرين* مفاتيح الحياة | التسوّل طوق المذلَّة* الإمام الصادق عليه السلام يُبطل كيد الملحدين تسابيح جراح | بجراحي واسيتُ الأكبر عليه السلام  تربية | أطفال الحرب: صدمات وعلاج اعرف عدوك | ظاهرة الانتحار في الجيش الأميركيّ

أدب ولغة: البديعيَّة في مدح الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم

فيصل الأشمر

 



وُلد عبد العزيز بن سرايا المعروف بصفي الدين الحلي في الحلة القريبة من مدينة الكوفة في سنة 1277 وتوفي سنة 1349 للميلاد في بغداد. يقول عنه العلامة الأميني في الجزء السادس من كتابه «الغدير»: «كان في الطراز الأول من شعراء لغة الضاد، فاق شعره بجزالة اللفظ، ورقّة المعنى، وأشفّ بحسن الأسلوب والإنسجام، وقد تفنن بمحاولة المحسنات اللفظية مع المحافظة على المزايا المعنوية، فجاء مقدماً في فنون الشعر، إماماً من أئمة الأدب. كما أنه كان معدوداً من علماء الشيعة المشاركين في الفنون».
وقد ترك الشاعر ديواناً كبيراً، أما قصيدته في مديح الرسول الأكرم  صلى الله عليه وآله وسلم وهي المعروفة بالبديعية، فإنها تقع في مئة وخمسة وأربعين بيتاً، وتشتمل على مئة وخمسين نوعاً من أنواع البديع، وأولها:

إن جئت سلعاً فسل عن جيرة العلَمِ‏
واقرَ السلامَ على عُرْبٍ بذي سلَمِ‏

فقد ضمنتُ وجودَ الدمع من عدمٍ‏
لهم ولم أستطع مع ذاك منع دمي‏

وبعد أن يجري مجرى الشعراء الذين سبقوه في ذكر الحبيب والشوق إليه، يصل إلى مدح الرسول صلى الله عليه وآله، فيقول:
محمدُ المصطفى الهادي النبيُّ أج
لُّ المرسلين ابن عبد الله ذي الكرم‏

الطاهرُ الشيم ابنُ الطاهر الشيم اب
ن الطاهر الشيم ابن الطاهر الشيم‏

خيرُ النبيين والبرهانُ متّضحٌ‏
في الحجر عقلاً ونقلاً واضحُ اللَقَم‏

كم بين من أقسم اللهُ العليُّ به‏
وبين من جاء باسم الله في القسم‏

أُمّيُّ خَطّ أبان الله مُعجزَه‏
بطاعة الماضيين السيفِ والقلم‏

مؤيد العزم والأبطال في قلق‏
مؤمل الصفح والهيجاء في ضرم
نفس مؤيدة بالحق تعضدها
عناية صدرت عن بارى‏ء النسم‏

أبدى العجائبَ فالأعمى بنفثته‏
غدا بصيراً وفي الحرب البصيرُ عمِي‏

له السلام من الله السلام وفي‏
دار السلام تراه شافع الأمم‏

عزيزُ جارٍ لو الليلُ استجارَ به‏
من الصباح لعاش الناس في الظلَم‏

كأنّ مرآه بدرٌ غير مستتر
وطيبُ رَيّاه مسْكٌ غير مكتتِمِ‏

إن حل أرضَ أناس شدَّ أزرهمُ‏
بما أتاح لهم من حَطِّ وِزرِهم‏

آراؤه وعطاياه ونقمته‏
وعفوه رحمة للناس كلهم‏

سهلٌ خلائقه صعبٌ عرائكه‏
جمٌّ عجائبه في الحكْم والحكَم‏

سهل الخلائق سمْح الكف باسطُها
منزَّهٌ لفظُه عن لا ولن ولم


أغرُّ لا يمنع الراجين ما سألوا
ويمنع الجار من ضَيم ومن حرَم‏

هو النبي الذي آياته ظهرت‏
من قبل مظهره للناس في القِدَم‏

محمد المصطفى المختار من خُتمت‏
بمجده مرسلو الرحمن للأمم‏

فذكره قد أتى في هل أتى وسبا
وفضله ظاهرٌ في النون والقلم‏

به استغاث خليل الله حين دعا
رب العباد فنال البردَ في الضرَمِ‏

كذاك يونسُ ناجى ربه فنجا
من بطن نونٍ له في اليمّ ملتقم
‏ صلى عليه إله العرش ما طلعت‏
شمسٌ وما لاح نجمٌ في دُجى الظُلَمِ

وآله أُمَنَا الله مَن شهدتْ‏
لقدْرهم سورة الأحزاب بالعِظَمِ‏

آل الرسول محَلُّ العلم ما حكموا
لله إلا وكانوا سادةَ الأمم‏
همُ النجوم بهم يُهدى الأنامُ وينجا بُ الظلام ويَهمي صيِّبُ الديَمِ

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع