مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

الإمام الصادق عليه السلام في أقوالٍ منصفة

الشيخ موسى خشّاب‏

 



واجه أهل البيت عليهم السلام أصنافاً مختلفة من الناس: فمنهم المؤيد والمتابع ومنهم المعادي. وقد كانت هناك فئة اعترفت بفضل أهل البيت عليهم السلام وعلو مقامهم ودرجاتهم إلا أنها خالفت أهل البيت عليهم السلام في أفكارهم وطروحاتهم. ولكن الملفت أن الذين خالفوا أهل البيت عليهم السلام قد شهدوا بفضلهم رغم تلك المخالفة. ونحن نستعرض بعض الأقوال في حق الإمام الصادق عليه السلام والتي صدرت من الذين خالفوه لا لكي نبين عظمة ومقام ومرتبة الإمام لأن هذا من الأمور الواضحة بل لتثبيت الحجة على أصحاب هذه الأقوال وعدم صحة مخالفة الإمام عليه السلام من قبلهم. فمن شهد بصدق شخص كيف يمكن له أن يخالفه وهو يعترف بأن كل ما صدر عنه حق وصدق!

قال الذهبي: "جعفر بن محمد، أبو عبد الله. أحد الأئمة الأعلام، بر، صادق، كبير الشأن"(1). وقال أيضاً: "جعفر بن محمد، أحد السادة الأعلام وثقة الشافعي ويحيى بن معين، وعن أبي حنيفة قال: ما رأيت أفقه من جعفر بن محمد، وقال أبو حاتم: ثقة لا يسأل عن مثله، وعن صالح بن أبي الأسود: سمعت جعفر بن محمد يقول: سلوني قبل أن تفقدوني فإنه لا يحدثكم أحد بعدي بمثل حديثي، وقال هياج بن بسطام: كان جعفر الصادق يطعم حتى لا يبقى لعياله شي‏ء. قلت: مناقب هذا السيد جمة"(2). ومن أقواله أيضاً: "عن حسن بن زياد، سمعت أبا حنيفة سئل: من أفقه من رأيت؟ قال: ما رأيت أحداً أفقه من جعفر بن محمد"(3). قال ابن حجر: "جعفر بن محمد، أبو عبد الله، المعروف بالصادق. صدوق، فقيه، إمام، من السادة"(4).

قال إبن الأثير: "الصادق تقال لجعفر بن محمد ..وهو المشهور بالصادق، لقب به لصدقه في مقاله وفعله، ومناقبه مشهورة"(5). قال اليعقوبي: ".. وكان أفضل الناس وأعلمهم بدين الله، وكان الذين سمعوا منه إذا رووا عنه قالوا: أخبرنا العالم"(6). قال الرازي: "يقول إبراهيم بن راهويه: قلت للشافعي: كيف جعفر بن محمد عندك؟ قال: ثقة، في مناظرة جرت بينهما. حدثنا عبد الرحمن قال: قرئ على العباس بن محمد الدوري، قال: سمعت يحيى بن معين قال: جعفر بن محمد ثقة. حدثنا عبد الرحمن قال: سمعت أبي يقول: جعفر بن محمد ثقة لا يسأل عن مثله. حدثنا عبد الرحمن قال: سمعت أبا زرعة سئل عن جعفر بن محمد عن أبيه وسهيل بن أبي صالح عن أبيه والعلاء عن أبيه أيهما أصح؟ قال: لا يقرن جعفر إلى هؤلاء. يريد جعفر أرفع من هؤلاء في كل معنى"(7). قال يحيى بن معين: "جعفر بن محمد مأمون، ثقة، صدوق"(8). ابن حبان: "جعفر بن محمد...، وكان من سادات أهل البيت فقهاً وعلماً وفضلاً. يُحتج بروايته"(9). قال النووي: "جعفر بن محمد الصادق رضي الله عنه، ... واتفقوا على إمامته وجلالته وسيادته. قال عمرو بن المقدام: كنت إذا نظرت إلى جعفر بن محمد علمت أنه من سلالة النبيين"(10). قال السيوطي: "جعفر بن محمد..، الملقب بالصادق. أحد الأعلام. قال ابن معين: من سادات أهل البيت وعباد أتباع التابعين وعلماء أهل المدينة"(11).


 قال الزركلي: "جعفر الصادق...كان من أجلاء التابعين، وله منزلة رفيعة في العلم، أخذ عنه جماعة منهم الإمامان أبو حنيفة ومالك. ولقب بالصادق لأنه لم يعرف عنه الكذب قط. له أخبار مع الخلفاء من بني العباس، وكان جريئاً عليهم صداعاً بالحق"(12). وهذا مالك بن أنس يقول: "جعفر بن محمد اختلفت إليه زماناً فما كنت أراه إلا على إحدى ثلاث خصال: إما مصلٍّ وإما صائم وإما يقرأ القرآن" "وما رأت عين ولا سمعت أذن ولا خطر على قلب بشر أفضل من جعفر بن محمد الصادق علماً وعبادة وورعاً" "وكان كثير الدعابة والتبسم فإذا ذكر عنده النبي اخضرّ واصفرّ". وقال أبو بحر الجاحظ: "جعفر بن محمد، الذي ملأ الدنيا علمه وفقهه". يقول ابن المقفع عن الصادق في موضع الطواف: هذا الخلق ما منهم أحد أوجب له بالإنسانية إلا ذلك الشيخ الجالس". يقول ابن أبي العوجاء مخاطباً الإمام الصادق: "شاهدت العلماء وناظرت المتكلمين فما تداخلني من هيبة أحد منهم ما تداخلني من هيبتك". وقال أيضاً: "ما هذا ببشر وإن كان في الدنيا روحاني يتجسد إذا شاء ويتروح إذا شاء فهذا هو"، وأشار إلى الصادق. قال الشهرستاني: "جعفر بن محمد الصادق هو ذو علم غزير وأدب كامل في الحكمة وزهد في الدنيا ما تعرض للإمامة قط ولا نازع في الخلافة أحداً...". قال كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي: "جعفر بن محمد من علماء أهل البيت وساداتهم ذو علوم جمة وعبادة موفورة و...". قال أبو حنيفة: "لولا السنتان لهلك النعمان". وقد علّق الآلوسي على ذلك القول: "هذا أبو حنيفة وهو من أهل السنة يفتخر ويقول بأفصح لسان "لولا السنتان لهلك النعمان" يعني السنتين اللتين جلس فيهما لأخذ العلم عن الإمام جعفر الصادق. قال أحمد أمين: "وأكبر شخصيات ذلك العصر في التشريع الشيعي بل ربما كان أكبر الشخصيات في العصور المختلفة الإمام جعفر الصادق...". وفي الختام نذكر بعضاً من أبيات قالها الشاعر عبد الله المبارك:
 

أنت يا جعفر فوق ال 

مدح والمدح عناء

إنما الأشراف أرض

‏ولهم أنت سماء

 جاز حد المدح من قد 

 ولدته الأنبياء


(1) الذهبي، محمد بن أحمد بن عثمان وكنيته أبو عبد الله توفي سنة 748 للهجرة؛ ميزان الاعتدال 1 414.
(2) الذهبي، تذكرة الحفاظ 1 166.
(3) الذهبي، سير أعلام النبلاء 6 255.
(4) أحمد بن علي بن حجر العسقلاني المتوفى سنة 852 للهجرة؛ تقريب التهذيب 1 132.
(5) ابن الاثير: علي بن محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني؛ اللباب 2 229.
(6) اليعقوبي، أحمد بن أبي يعقوب بن جعفر بن وهب بن واضح؛ تاريخ اليعقوبي 2 381.
(7) الرازي، أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم محمد بن إدريس بن المنذر التميمي الحنظلي المتوفى 327 للهجرة؛ الجرح والتعديل 2 487.
(8) يحيى بن معين بن عون المري الغطفاني البغدادي المتوفى سنة 233 للهجرة؛ معرفة الرجال 1 110.
(9) محمد بن حبان بن أحمد أبو حاتم التميمي البستي المتوفى سنة 354؛ الثقات 6 131.
(10) النووي، أبو زكريا محيي الدين بن شرف المتوفى سنة 676؛ تهذيب الأسماء واللغات 1 149.
(11) جلال الدين السيوطي المتوفى سنة 911 للهجرة؛ إسعاف المبطأ برجال الموطأ 10.
(12) خير الدين الزركلي 1397 للهجرة؛ الأعلام 2 126.
(*) 25 شوال: ذكرى استشهاد الإمام الصادق عليه السلام عام 148ه.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع