مع الإمام الخامنئي | يا شعب لبنان الوفيّ نور روح الله | الوعي بوصلة المؤمنين قيم علوية| انشغل بعيوبك! تسابيح جراح | لن يقرب اليأس منّي أولو البأس | الخيام مقبرة غولاني الشهيد على طريق القدس عارف أحمد الرز («سراج)» تشييع السيّد يومٌ من أيّام الله طوفان المحبّين على العهد لن تأخذوا أسرارنا من صغارنا تذيع سرّاً تسفك دماً

شعر: الفَتْحُ الْمُبِين

عباس فتوني‏

 


الْفَجْرُ فاهَ افْتِخاراً ثَغْرُهُ الأَنِقُ‏

مِنْ أَرْزِ "لُبْنانَ" عِطْرُ الْفَخْرِ يُنْتَشَقُ‏

تَبَلَّجَ الْفَجْرُ زَهْواً، وَامَّحَى الْغَسَقُ‏

وَاخْتالَتِ الشُّهْبُ جَذْلَى، وَانْجَلَى الْفَلَقُ‏

وَالنُّورُ يَرْقُصُ بِالآلاءِ مُزْدَهِياً

وَالْبِشْرُ كَالْوابِلِ الْهَطَّال يَنْدَلِقُ‏

وَالشُّهْبُ غَنَّتْ أَناشِيدَ الضُّحَى طَرَباً

وَالْعَيْنُ قَرَّتْ، وَزالَ الْهَمُّ وَالأَرَقُ‏

وَالدَّوْحُ تَرْفلُ بِالأَثْمارِ زاهِيَةً

كَأَنَّها حُورُ عِينٍ زانَها الْحَلَقُ‏

وَضَمَّخَ الْوَرْدُ أَرْواقَ الدُّنى أَرَجاً

وَهَلَّ قَطْرُ النَّدَى فَاسْتَيْقَظَ الْحَبَقُ‏

وَازْدانَتِ الأَرْضُ بِالْبُشْرَى بِما رَحُبَتْ‏

وَسارَعَ السَّمْعُ شَدْوَ الطَّيْرِ يَسْتَرِقُ‏

هامُ الرُّبُوعِ بِدُرِّ الدَّمِّ رَصَّعَها

جُنْدٌ أُباةٌ مُلاقاةَ الرَّدَى عَشِقُوا

ظَلَّتْ دِماؤُهُمُ تَنْسابُ ساطِعَةً

حَتَّى تَأَلَّقَ فِي آفاقِنا الأَلَقُ‏

يا أَرْضَ "عامِلَ" أَنْتِ الدَّهْرَ مَأْثرةٌ

نُجُومُكِ الْغُرُّ فَوْقَ الْمُشْتَرِي بَسَقُوا

يا أَرْضَ "عامِلَ" حَيَّتْكِ الدُّنى شَدَهاً

مِنَ الْمُقاوِمِ وَهْوَ الْباسِلُ اللَّبِقُ‏

نارُ الْجِهادِ عَلَى الأَرْجاسِ أجَّجَها

وَأَلْهَبَ الرُّعْبَ فِي أَعْماقِ مَنْ فَسَقُوا

وَأَسْرَجَ الْخَيْلَ لِلْهَيْجاءِ صاهِلَةً

فَالْخَصْمُ تَحْتَ خِفافِ الْخَيْلِ يَنْسَحِقُ‏

يا مَوكِبَ الطُّهْرِ حَدِّثْ عَنْ فَتًى حَمِسٍ‏

يَأْبَى الصَّغارَ، وَبِاسْمِ اللَّهِ يَنْطَلِقُ‏

كَواكِبُ الْفَتْحِ مِنْ عَيْنَيْنِ قَدْ بَزَغَتْ‏

وَمِنْ وَهِيجِ دِماهُ خُضِّبَ الشَّفَقُ

دَكَّ الْمَعاقِلَ لَمْ يَأْبَهْ لِجَحفَلِها

حَتَّى تَضَوَّعَ مِنْ أَوْصالِهِ الْعَبَقُ‏

تَطايَرَتْ جُثَثُ الأَنْباذِ ثاوِيَةً

كَأَنَّ أَشْلاءَهُمْ فِي الْمُنْتَهَى وَرَقُ‏

جَيْشُ الْعُتاةِ هَوَى تَهْديدُهُ عَبَثاً

حِيالَ حَدِّ الْمَواضِي حَلَّهُ الْفَرَقُ‏

وَطائِراتٍ أَذَلَّ اللَّهُ سُؤْدُدَها

أَمْسَتْ يَباباً، بِمَوْجِ الْمَوْتِ تَصْطَفِقُ‏

سَوْطُ الْعَذابِ عَلَى الْمُسْتَكْبِرينَ هَوَى‏

لَمْ يَنْجُ مِنْ لَذْعِهِ مُسْتَكْبِرٌ نَزِقُ‏

فَاضْرِبْ بِطَرْفِكَ فِي أَرْجاءِ "عامِلَة"

تَلْقَ الأَشاوِسَ أَسْيافَ الإِبا امْتَشَقُوا

صَواعِقَ الْجَوْرِ لَمْ تُفْتِرْ عَزائِمَهُمْ‏

فَهُمْ لُيُوثٌ شِدادٌ، لِلْوَغَى خُلِقُوا

قَدْ عاهَدُوا اللَّهَ أَنْ يَمْضُوا بِلا وَجَلٍ‏

لِلَّهِ دَرُّهُمُ، فِي عَهْدِهِمْ صَدَقُوا

أَرْوَتْ جِراحُهُمُ دَوْحَ الْعَلاءِ دَماً

وَدَوْحَةُ الْمَجْدِ يُرْوِي تُرْبَها الْعَلَقُ‏

دِماؤُهُمْ نَطَقَتْ بِالْفَتْحِ عَنْ كَثَبٍ‏

فَشَنَّفُوا مَسْمَعَ الدُّنْيا بِما نَطَقُوا

هَيْهاتَ يَخْفِضُ لِلأَوْغادِ جانِحَهُ‏

شَعْبٌ هُمامٌ، كِتابَ اللَّهِ يَعْتَنِقُ‏

الْقُدْسُ مُغْتَصَبٌ، وَالظُّلْمُ مُلْتَهِبٌ‏

حَتَّامَ يا أُمَّةَ التَّوْحِيدِ نَفْتَرِقُ‏

وَالْعُرْبُ سامَهُمُ الطَّاغِي مُبايَعَةً

يا بُؤْسَهُمْ فِي وُحُولِ الْعارِ قَدْ غَرِقُوا

بخالِصِ الْحُبِّ بابَ النَّصْرِ نَقْرَعُهُ‏

وَنَقْهَرُ الْخَصْمَ رُعْباً حِينَ نَتَّفِقُ‏

وَإنْ نُبايِعْ بِأَصْواتٍ مُقاوَمَةً

يُحْرَقْ بِغَيْظٍ يَهُودِيٌّ وَمُرْتَزِقُ‏

يا شُعْلَةَ الْفَخْرِ، لَيْلُ الْبَغْيِ مُنْدَثِرٌ

وَالصُّبْحُ زاهٍ فَلا رَوْعٌ وَلا قَلَقُ‏

فَفِي "الْبقاعِ" شُمُوسُ الْعِزِّ مُشْرِقَةٌ

وَفِي "الْجَنُوبِ" نُجُومُ الْمَجْدِ تَنْبَثِقُ‏

تاللَّهِ ما حَلَّ مَوْتُ الذُّلِّ فِي وَطَنٍ‏

أَبْناؤُهُ مِنْ نَدَى "عِيسَى الْمَسِيحِ" سُقُوا

وَمِنْ نَقاوَةِ خُلْقِ "الْمُصْطَفَى" نَهلُوا

وَمِنْ جِهادِ "عَلِيِّ الْمُرْتَضَى" لَعَقُوا

لَوْلا الْبَواسِلُ ما اخْضَرَّتْ مَرابِعُنا

وَلَمْ تُعَبَّدْ بِأَصْدافِ الإِبا الطُّرُقُ‏

طُوبَى الشَّهادَةُ لِلأَحْرارِ فِي وَطَنِي‏

نالُوا الْمُنَى، وَبِركْبِ "الْمُصْطَفَى" الْتَحَقُوا

أَزْكَى السَّلامِ عَلَى الأَبْرارِ أَنْثُرُها

ما دامَ يُشْرِقُ فِي أُفْقِ السَّما الشَّرَقُ

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع