إيفا علوية ناصر الدين
لم يكن مستغرباً جدّاً أثناء العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان أن يقوم بعض الناس في الكيان الصهيوني بالتعبير عن احترامهم لقائد المقاومة الإسلامية في لبنان، واعتقادهم بمصداقيته أكثر من قيادتهم السياسية والعسكرية.
لكن ما كان مثيراً للدهشة والاستغراب والتأمُّل أن يقوم جنود العدو أنفسهم، وخلال وجودهم الغاصب على أرضنا، وأثناء عدوانهم المدمر على المقاومة وشعبها، أن يقوموا بالاعتراف بضعفهم أمام بسالة المقاومين، وبهزيمتهم المتوقعة، وإدراكهم لحقارة القضية التي يقاتلون من أجلها وهي الاعتداء على الآخرين وزرع الارهاب في كل مكان، إضافة إلى تعبيرهم عن تقديرهم لمصداقية "نصر اللَّه" في مقابل كذب جميع مسؤوليهم الغارقين في مستنقعات الفضائح على أنواعها.
لقد عبّر جنود العدو أثناء اقتحامهم للبيوت في القرى الحدودية التي دخلوا إليها عما يختلج في أعماقهم من مشاعر من خلال ما كتبوه ورسموه على جدران تلك المنازل، فتنوعت تعابيرهم بين نزعة الشر المتأججة في داخلهم، وخيبة الأمل للفشل الذريع اللاحق بهم في المواجهات مع المقاومين، والرغبة بالانتقام حتى من الأطفال بحسب الرسومات التي صوّرت بنادقهم المصوّبة على عربات الأطفال الرضّع وغيرها من الرسومات التي تعدّدت دلالاتها ورمزيتها... لكن بقي ملفتاً ما تركه هؤلاء الجنود من تعابير وكلمات تبيّن إضافة إلى الهزيمة العسكرية المجلجلة على الأرض الهزيمة المعنوية المزرية التي وصل إليها الجيش الذي ادّعى يوماً بأنه "لا يُقهر"!