هل كل من أسدى إليك معروفاً يكون هو الصديق؟
أم من كان جارك؟
أم من كان زميلك في العمل؟
أم هو ...؟
عن أبي عبد اللَّه عليه السلام قال: "لا تكون الصداقة إلاّ بحدودها، فمن كانت فيه هذه الحدود أو شيء منها فانسبه إلى الصداقة، ومن لم يكن فيه شيء منها فلا تنسبه إلى شيء من الصداقة، فأوَّلها: أن تكون سريرته وعلانيته لك واحدة، والثاني: أن يرى زَينَك زَيْنَه وشَيْنَكَ شَيْنَه، والثالثة: أن لا تغيّره عليك ولاية ولا مال، والرَّابعة: أن لا يمنعك شيئاً تناله مقدرته، والخامسة: وهي تجمع هذه الخصال أن لا يسلّمك عند النكبات".
وعن أبي عبد اللَّه عليه السلام أيضاً قال: "قال أمير المؤمنين عليه السلام: لا عليك أن تصحب ذا العقل وإن لم تحمد كرمه، ولكن انتفع بعقله، واحترس من سيّئ أخلاقه، ولا تدعنّ صحبة الكريم وإن لم تنتفع بعقله ولكن انتفع بكرمه بعقلك وافرر كلّ الفرار من اللّئيم الأحمق".وعن أبي الحسن عليه السلام قال: "قال عيسى بن مريم عليه السلام: إنَّ صاحب الشرّ يعدي وقرين السوء يُرْدي فانظر من تقارن". وعن أبي عبد اللَّه عليه السلام قال: "كان أمير المؤمنين عليه السلام إذ صعد المنبر قال: ينبغي للمسلم أن يتجنّب مواخاة ثلاثة: الماجن الفاجر، والأحمق، والكذَّاب، فأمّا الماجن الفاجر فيزيّن لك فعله ويحبُّ أنّك مثلُه، ولا يعينك على أمر دينك ومعادك، ومقاربته جفاء وقسوة، ومدخله ومخرجه عار عليك، وأمّا الأحمق فإنّه لا يشير عليك بخير، ولا يُرْجى لصرف السّوء عنك ولو أجهد نفسه. وربما أراد منفعتك فضرَّك، فموته خير من حياته، وسكوته خير من نطقه، وبعده خير من قربه. وأمّا الكذَّاب فإنّه لا يهنأك معه عيش، ينقل حديثك وينقل إليك الحديث، كلّما أفنى أُحدوثة مطرها بأُخرى مثلها حتى أنّه يحدّث بالصدق فما يصدَّق ويفرّق بين الناس بالعداوة فينبت السخائم في الصّدور فاتّقوا اللَّه عزَّ وجلَّ وانظروا لأنفسكم".