أنا أدلكم أين كان نصر اللَّه!
أيها الأمين على الدماء التي تجري داخل عروقنا... أيها الساكن في قلوبنا دون استئذان...
أستميحك عذراً سيدي... واستأذنك في الكلام...
لقد حان للحقيقة أن تخرج من مخبئها وتصبح شاهداً للعيان...
سوف أخبر العالم أجمع... العرب النيام قبل أولمرت... عن ملجأ نصر اللَّه طيلة العدوان...
ماذا تعطيني أولمرت لو أخبرتك..؟ هل ستنعم بالسلام..؟
مؤكد لا... لكن خذ الجواب بالمجان...
لقد قطعت جسور وأوصال لبنان أولمرت... ونسفت المربع الأمني... وكل مركبة، علّ السيد مرَّ بأسيريه من هنا وهناك...
هل كنت لتصدق أن نصرنا كان في مغارة الصادق الأمين خلف العنكبوت القديم ينتظر وعد اللَّه...
هل كنت لتوقن أن نصر اللَّه ذهب إلى موطن المهدي المغيب واحتمى بعباءته السوداء المحمدية...
هل كنت لتبصر جواد حسين كربلاء... يمتطيه نصر اللَّه من مجمع سيد الشهداء عليه السلام طائراً به في علياء السماء قائلاً "واللَّه متمٌ نوره ولو كره المشركون".
"سأقضي عليه في أسرع وقت" كان هذا بيانك ولم تجده... لم تعرف إلا مسكناً واحداً للسيد... إنه في قلب كل أبيٍّ وعلى لسان كل طاهر...
وإن أردت المزيد من مخابئ نصر اللَّه...
لقد كان في كنف عليٍّ عليه السلام... يعلِّمه سن السيف دوماً وعدم نزع السلاح...
يريكم بعض بأسه هنا... وينحني هناك خجِلاً أمام جدته الزهراء شاكياً لها حقد أبي جهلٍ وحمّالة الحطب...
فهل تستطيع يا أولمرت القضاء على نصر اللَّه وهو في حضن العناية الإلهية...؟
إيمان علوية
******
وعدٌ... لعلي
عليٌ...
يا شعلة تضيء درب الثائرين
يا نوراً ينير ظلمة المعذبين
يا صراط اللَّه المستقيم
عليٌ... المحرابُ وليلة القدر...
والنجف الأليم
وحسين في مرقده أسير
وأنينٌ، وصراخ الأطفال لا يسمعه ضمير
لعليّ... ودم الطهر في الكوفة يسيل
قسمٌ من جنوب المقاومين
نداءٌ نلبيه لنطرد المحتلين
وصرخة نرفعها لنهزّ جبروت الظالمين
لعليّ... في المآذن تهاليل دعاء ومجالس عزاء للموالين
في ذكراك وعدٌ من أشبال المهدي والبراعم والرياحين
أننا على خط الولاية أبداً لن نضلّ الطريق
وأننا على موعدٍ مع الصبح
أليس الصبح بقريب...
فوج شيخ الشهداء رضي الله عنه /جبشيت
******
عشَّاق الشهادة
يممتُ وجهي شطر أرض عاملة الأبية لأشتم منها رائحة البخور الزكية. قبضتُ على حفنةِ ترابٍ لأتبرَّكَ بها فأحسستُ برطوبةٍ أثلجتْ قلبي، سألتُ إحدى الحبيباتِ أنىَّ لكم هذا ونحنُ في فصلٍ يبَّس حناجر الخلقِ وألهب أجوافهم؟ قالت أخرى: منذ برهةٍ مرَّ بنا رجالٌ ذوو جباهٍ عاليةٍ تنضحُ بقطراتِ ماءٍ عذبٍ زلال، تنساب على وجوههم المشرقةِ بأنوار الإيمان، تساقطت على الأرض فتلقفتها بشغفٍ وحنو فانتشت الأرض ومَنْ عليها وبَعثتْ فيها الحياة. قلت لها: هل جاء أولئك الرجال من السماء؟ قالت: كل الذي أعرفه أنني سمعتهم يرددون بهتافٍ واحد أننا حسينيون نحن عشاقُ الشهادة. قلت لها: كفى لقد عرفتهم إنهم رهبان الليل وملوك النهار، وملح الأرض وتبرها، إنهم فرسان المقاومة الإسلامية الأماجد.
أبو رضوان الموسوي
******
في أحضان القدس
قصتي أسيرة هذه السطور... وجرحي أغنية تنشدها آلام الطيور... ودمعتي تموج على شواطئ الحزن ترجو العبور... أما آن لأسري الطويل أن يفك القيود... أما آن لصبري المديد أن يعبر الحدود... فها هي قوافل الطير تنتظرني وراء ساحات المرور... وجحافل النصر تزحف حاملة رايات الظهور... هبي يا أغنيتي واكسري قيود الأسر... سافري عبر أطياف الزمن... بلغي رسالتي وانثري عبراتي قطرات ندى فوق سنابل أمتي... علها تكون جسر العبور بين قلبي وقبلتي... علها تحطني بين أحضان القدس لاغفو قرب عتبة الأقصى وأنشد أنشودة الصبح، وأصلي مع المجاهدين والشهداء صلاة الفجر... وأسبح تسبيحة النصر... فإن كانت القصة أسيرة... والجراحات سجينة... فإن الروح طليقة مع القدس... مع الأقصى... مع الجرح... مع الأسرى... سنصلي صلاة الحرية...
غادة سعيد طحيني