مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

شعاع المحبّة


حوارٌ جرى بين سماحة الشيخ محمّد تقي مصباح اليزدي دام ظله والشيخ حسين كوراني رحمه الله في إيران أثناء فترة علاج سماحته قبيل وفاته.

- الشيخ اليزدي دام ظله: زاد الله من بركاتكم وبركات أمثالكم، وتقبّل الله أعمالكم، ووفّقنا إلى الاستفادة منكم، وأن نكون بخدمتكم.

- الشيخ حسين كوراني رحمه الله: أرجو من خير الساترين أن تكون عاقبتنا خيراً. خلال وجودي في إيران والحضور بخدمتكم، خاصّة في فترة مرضي، تشكّلتْ لديّ جملة من الأسئلة التي حيّرتني، وأحدها: إنّ أصل الديانة حبّ الله. فالاعتقاد بالله واجب، إلّا أنّ محبّته أوجب. وعند استغراقي في التفكير، رحتُ أسأل نفسي: هل أنا حقّاً ممّن يحبّون الله أم لا؟

- الشيخ اليزدي دام ظله: جاء في سيرة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وأهل البيت عليهم السلام، وبالأخصّ ضمن مناجاتهم، هذا النحو من التساؤل والكلام، والله تعالى يحبّ هذا النوع من الكلام.
إنّ كلّ علامة ضعف وقصور تجاه محضر الحقّ تعالى، أمور تجعل العبد يتقرّب أكثر من معبوده. علماً وأنّنا إذا اقتربنا آلاف المراتب منه، لن ننال أدنى المراتب التي لدى وليّ العصر الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف.
وفي النهاية، إنّ المؤمن الذي تصدر عنه العديد من المعاصي، يمكنه أن ينال درجة الإيمان وحبّ أهل البيت عليهم السلام. لو وضعنا مرتبة حبّ أهل البيت عليهم السلام في كفّة، ووضعنا مقابلها في الكفّة الأخرى مجموع معاصيه طيلة عمره، لرُجّحت كفّة محبّة أهل البيت عليهم السلام، حتّى لو كانت ضعيفة!
وهنا، قد يتساءل المؤمن: كيف لنا أن نعرف أنّنا من أهل النجاة، وقد سُرق منّا العمر ونحن نرتكب المعاصي الكثيرة؟
لقد اقتضت حكمة الله أن يبقى سرّ ذلك خافياً عنّا في هذه الدنيا. وقد يكون من أسباب ذلك أنّه لو علمنا أنّنا من أهل النجاة، لتقاعسنا عن الاستزادة من الخير والعمل الصالح، وسنقول حينها: ما أهميّة العمل طالما أنّنا من الناجين؟!

- الشيخ حسين كوراني رحمه الله: للحبّ أنواع كثيرة.. فماذا عن حبّ الدنيا؟

- الشيخ اليزدي دام ظله: إنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين عليه السلام هما مظهر التوحيد، وعلى الرغم من ذلك ألم يكونا يحبّان الدنيا؟ ألم يبحثا مثلاً عن الزوجة الصالحة، والسلامة في البدن، والأمن في المدينة؟! ألا يحبّان ذلك؟
هذا من قبيل شعاع حبّ أمر آخر، فعلى سبيل المثال: حين تحبّ أحداً، فإنّك تحبّ لباسه، وهذا الحبّ لا يقلّل من ذاك الحبّ.
وقد يصل إيمان الفرد ومعرفته إلى مرتبة يرى فيها كلّ ما في العالم من خير هو شعاع من عظمة الحقّ تعالى.

- الشيخ حسين كوراني رحمه الله: إنّ حبّنا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يتنافى مع حبّه تعالى؛ لأنّه شعاع لحبّه تعالى.

- الشيخ اليزدي دام ظله: لقد جاء في بعض الأدعية: إلهي نحمدك أن كرّمتنا بنعمة مناجاتك والحديث معك.
وهذا ما ننتظره من أهل البيت عليهم السلام. فحينما نطرق بابهم ضمن أداء الواجب نحوهم، ونطلب أن تكون عاقبتنا إلى آخر العمر بخير، فإنّهم لن يقصّروا في أن تنال ببركتهم الخير، حتّى إنّ هذه البركة تطال ذريّة وسلالة طالب حُسن العاقبة من أجيالٍ قادمة.

ربّنا لا تقطع صلتنا بأهل البيت عليهم السلام وبحضرة المعصومة عليها السلام، ولا تسلب منّا حالة الاستجداء عند باب أهل البيت عليهم السلام، فمحبّة المعصومة عليها السلام شعاع من محبّة الله. وإنّ مجرّد ذكر اسمها، يجعل القلب نيّراً مطمئنّاً. والاستجداء على بابها يستوجب نيل الأجر.

ربّنا لا تسلب منّا معرفتهم. لا تسلب منّي ما أنا فيه، كما جاء في زيارة السيّدة المعصومة عليها السلام. فحين يكون لنا ذلك، فإنّه رأس مالٍ عظيم.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع