قلبُ الشهيدِ كِتَابٌ والمِدَادُ دمُ
يا جُرْحَهُ عادَ بعدَ النصرِ يَلْتَئِمُ
جرحُ الشهيدِ وسامٌ طابَ عنصرُهُ
تجلَّلَ الدهْرَ أعلى صدرِهِ العِظَمُ
يَشْدُو الحياةَ نشيداً زادَها ألَقاً
وقد تربَّع فوق القلبِ يبتسمُ
كلُّ الجِراحِ جِراحٌ طالما التأمَتْ
جُرْحُ الحسينِ لسانٌ ناطِقٌ وفَمُ
بَعْدَ الحسينِ حياةٌ قلَّ معدِنُها
إنْ لم يَكُنْ كحياةِ الأكرمِينَ هُمُ
وبعدَهُ لذَّ طَعمَ الموتِ شارِبُهُ
إنَّ التأسِّي بآلِ المصطفى القِيَمُ
سيَّانَ عندي إذا ما أمطرَتْ حِمَماً
أو أمطرَتْ لؤلؤاً ماساً وما نَعِمُوا
إلّا بطَلْعَةِ مَنْ بالروحِ مَقْدَمُهُ
ببقيَّة اللهِ مَنْ فازَتْ بِهِ الأُممُ
وعودَةِ العدلِ للأرضِ التي احتضْنَتْ
وعادَ فيها حُسينٌ نِعْمَ ما نعموا
فلا ترى ليزيدٍ بعْدُ مِنْ أَثَرٍ
كذاك إنَّ يزيدَ العصرِ مُنْهَزمُ
ألا ترى الحجَّ يَغْشَى البيتَ قابِلَهُ
وكلَّ يومٍ على أعتابِهِ الأمَمُ
تحِجُّ جَمْعاً وتُفْضي حينما اجتمَعَتْ
أَوْصالُ مَنْ بدماهُ الدينُ مُعْتَصِمُ
وحيثُما خُلِّدتْ منْ أعظُمٍ كَرُمَتْ
ومِنْ بقايا إليها العزُّ والقِيَمُ
هي التراثُ هي التاريخُ خَلَّدَها
هي الحياةُ وهَلْ إلّا الحياةُ هُمُ
فإنْ قصَدْتَ مَعِينَ الحقِّ تطلُبُهُ
فالحقُّ أضْحى على أعتابِ مَنْ كَرُمُوا
وإنْ تَرومُ خِصالاً طالما كَرُمَت
إنَّ التخلُّقَ في أخلاقِهِمْ كَرَمُ
فؤاد الموسوي