إعداد: لنا العزير
هذه بوابة الفجر شُرّعت لتُشرق أعزّاءاً، غادروا بالأمس ليحضروا نصراً فارتهنوا العزة بالأرواح وأسر الأجساد. لم يكن لهم الأسر ذلّاً بل تكليل شهادة، ليعطونا كما بدمائهم نصر تموز، كذلك بأجسادهم تموز انتصارٍ آخر بعودة الأسرى والشهداء. مع النصر عادوا، مع الوعد عادوا، عادوا بعد تحطيم كل الأصفاد. انتظرهم لبنان على أعتاب النصر لينحني وليقول: شكراً لشرفكم، شكراً لشهامتكم، شكراً لكرامتكم، شكراً شكراً كل الشكر لدمائكم وأجسامكم. يعتقد البعض أن عودة الشهداء إلى هذه الأرض المعطاءة المباركة هي مجرّد تأبين ينتهي بالشهيد إلى مرقد بجوار أهله. لكن ما سمعناه من أهالي الشهداء كان كما الشهادة متّسماً بمزيد من العزة والكرامة، التي لو وصفها المرء، لانهارت عنده العبرات. الشهيد حسن كامل كرنيب مارون الراس
لها قيل: "أجمل الأمهات التي انتظرت ابنها فعاد مستشهداً". عامان من التحليل والتنبؤ والانتظار، عامان من ملامح الأرق التي تؤجج أمهات الأسرى، "تُرى، هل عذّبوه وقد اعتاد مني الحنان؟". هواجس ما فارقتها للحظة طوال العامين، حتى نبأ العودة. حضّرت وأخواته له الغرفة كي يرتاح من عناء الأسر. أحضروا له ثياباً جديدة حرمته الدنيا التحلي بها . حضّروا له كل شيء ما عدا الأكفان. تقول الأم "انتظرته أسيراً يكون اليوم تحريره، ولكن في صباح الأربعاء، عاد شهيداً. في القلب حسرة ولوعة فراق، لذاك الشاب الجامعي، ولكنها مغموسة بنصر لأن قضيته تحقّقت والنصر آتٍ". عمره تسعة عشر ربيعاً. خلع عنه ثياب الزراعة التي اعتاد أن يلبسها لمساعدة أمه وانطلق إلى بيروت ليحضر نتيجة الجامعة. ولكن في عديسة سمع نبأ الأسر، فعاد إلى قريته ليلبس ثياب العز وينطلق إلى الواجب. وقبل نصر تموز وصله نبأ نجاحه في الجامعة ليترفّع إلى السنة المنهجية الثالثة. أخواته ديما، ريما ولينا، جلسن ليعدّدن صفات أخيهن. وكان المشهد كمن يُنشد لعريس. تقول ديما: "إنه أول وردة تفتحت في بيتنا"، تعينها ريما فتشبهه بـ: "النسمة، لخفة ظلّه وروحه، واندفاعه لمساعدة الجميع". وهنا صعقة للجميع، فالأم تُحضر ثياب "حسن" التي كان يلبسها، بينما كان يزرع للمرة الأخيرة قبل استشهاده. تبكي فيه قناعته وقلّة دلاله وتمتّعه بالحياة، تحضر ثيابه التي "لا تزال رائحته فيها" فتعلو العبرات الوجنات لتُردف أخته لينا: "نلت العز لوحدك". ولكن مع عودة الشهيد إلى داره وأرضه التي زرعتها يداه وحمتها دماؤه، نجد الوالدة تهمس في أذنه: "أردتك أن تعينني في كبري، ولكن هذا خيارك، وأنا قبلت به، لأنه جزاء الخيّرين بالجنة". الشهيد موسى حسين فارس مارون الراس
"كان يقول لي ادعي لي بالشهادة يا إختي". من هنا انطلقا معاً، الشهيد موسى وشقيقته زهرة في رحلة الجنوب، رحلة الشوق الذي لا ينزوي، يبحث عن لقاء الأحبة. لكلٍّ اشتياقه ولـ "زهرة" الانتظار. تنظر ذاك المحمول بطلاً على أكفّ أصدقائه يرفل بالانتصارات وبأكاليل غار: "رجعته عز وفخر لنا، عندما يرقد هنا في الأرض التي تلقّت دماءه ويستقر بين أصدقائه وأهله، فهذا انتصار لنا. كان الشهيد موسى يحب الأطفال ويأنس لجلسات الكبار في السن. وأثناء العدوان، كان يحرص على أن يساعد جميع العوائل الموجودة في البلدة بتأمين الطعام لها، ولم ينس أن ينتبه للمواشي التي خلّفها أصحابها بعد نزوحهم، فكان يقول: "هذه أرواح يجب الاعتناء بها". هكذا اعتاد الرأفة كما القتال، والعون كما الإسناد". وفي الجانب الآخر، يقف "علي" ابن أخيه، وفي يده صورة لعمّه الذي تكفّله يتيماً ورعاه وليداً، وهو يفتخر بأن عمّه هو: "من دمّر دبابة الميركافا وهزم الإسرائيليين". أما والدة علي فتقول: "إن تقرير العدو المرفق مع جثمان الشهيد، أفاد أن الشهيد قبل استشهاده أصيب إصابة بالغة، لكنه رغم جراحه كان يحاول أن يصنع كميناً استشهادياً يُدمّر فيه فرقة الكومندوس الإسرائيلية التي أحاطت بالمنزل لأسره، لكن المنية عاجلته دون الأسر". تختم أخته زهرة بكلام سماحة السيد حسن نصر الله " الحمد لله الذي نظر إلى عائلتنا، فاختار منها شهيداً" وبعدها، فليصمت كلّ تعليق... الشهيد علي الوزواز – ميس الجبل
"ابني كان عنده أمل في أن يذهب إلى فلسطين مجاهداً ويستشهد". تقول والدة الشهيد علي الوزواز، معرّفةً ولدها الذي لم ينتمِ إلى حزب أو تنظيم، لكن المقاومة سكنته منذ الطفولة: "عندما كنا في الكويت أثناء اجتياح صدّام حسين لها، كان علي يستشيط غضباً لفكرة الاحتلال وغصب الأوطان. وبعد... كما أنه أثناء استقبال جثامين الشهداء عام 2004، كان مع صديق له، فقال له: يوماً ما ستستقبلني شهيداً عائداً من فلسطين". أراد فلسطين للنصر والشهادة، فأرادته بطلاً تأتمن في جوفها جثمانه الطاهر إلى حين العودة إلى وطنه الأم لبنان. ومَن أكثر من فلسطين يعرف معنى العودة، يعود جاراً لوالدته والأبناء، فهنا تقف فتاته ( 4 سنوات ) وابنه ( سنتان ) بين المئات من الأطفال ينتظرون في طلّة الشهداء الأب والأخ والرفيق. وتُضيف الأم: "عندما عاد جثمانه سُررت، وشعرت بأن أمنيته تحقّقت والحمد لله، كانت طلّته علينا عزّاً وفخراً وكرامة، ويكفيني أن أراه في منامي سعيداً لأزداد يقيناً بصوابية نهجه".
لقد أضحى جار المنزل. به تبدأ يومها ومعه تختمه. تلقي عليه تحية الوداع على أمل لقاء قريب. تصبّر نفسها متأسية بأم البنين التي قدّمت أولادها الأربعة، وتقول: "المهم أن نهج الإمام الحسين عليه السلام باقٍ حتى ظهور الإمام المهدي عجل الله فرجه، مهما عظُمت التضحيات تصغُر أمام رسالة الإمام الحسين وأهل بيته عليهم السلام". الشهيد محمد دمشق – جواد عيتا الجبل:
كما العرسان لاقته بالورد والأرز، صائحةً: "أهلاً وسهلاً بالأبطال". بلا مراءاة أو جزعٍ، قامت تختطف عودته إلى حضنها للمرة الأخيرة، ليرقد قبل اللحد بين الأضلع، ولتبقى من روحه أنفاس البقاء. تقول أم رياض (شهيد عام 1994)، والدة الشهيد محمد دمشق، بصوتها الخافت وبسمتها الكريمة: "رششت الورود، لأنه استشهد بعد زواجه بعشرة أشهر فقط، فهو عريس الشباب وعريس الشهادة، ولما دخل جثمانه، ارتاح قلبي، لأنه لم يكن يطيق أن يلمسه إسرائيلي واحد. أثناء الحرب كان هم الكثير من الناس أن تنتهي الحرب، ولكن بعد أنباء بطولات مارون الراس وغيرها من القرى المحاذية لفلسطين المحتلة، غدا مطلبنا النصر مهما كانت التضحيات. إن شهادة ابني محمد أعطتني القوة والعزيمة. فعند معرفتي بخبر استشهاده، أمسكت بأخيه الذي بقي لي ودفعته ليذهب ويقاوم في مارون الراس، ولا سيما بعد وعد سماحة السيّد لنا بالنصر. وأنا بالنسبة لي كلام السيّد نبراس في كتاب مقدّس. وبالنهاية، فإن هذا الخط هو ما أمرنا به وسار عليه أئمتنا من أهل البيت عليهم السلام". ولو حاولت استفزاز مشاعر الأمومة بالحديث عن خسارته وغيرها، يكون الجواب منطقياً: " لو لم يستشهد في الجبهة لبادرته منيته ولو كان على فراشه. لكن شهادته في جبهة الكرامة والدفاع عن الشرف والأمة والنهج لأفضل بكثير من الموت دون حراك. ولست أراوغ، فلو عاودت إسرائيل الإعتداء علينا، سأكون أنا واقفة ضدّهم، إذ بات قلبي أقوى بكثير بعد شهادة محمد". وفي هذا القلب تسكن أحبّ الكلمات إليها "إمي": "لي منه ابنته (عام ونصف) التي تكاد تكون نسخة منه. إنها تعطيني من العاطفة ما يشعرني عندما أضمّها بأني أحضن ولدي محمداً، وكأنني عُدتُ لأربّيه من جديد وهذه أمانته في عنقي" الشهيد هلال علوية - أرنون:
"أنا لا يمكنني أن أقدّم روحي ومالي وزوجي وولدي في سبيل قضية هي ليست أغلى من روحي ومالي وولدي" السيد عباس الموسوي رضي الله عنه. لم تكن هذه مقدّمة خطيب أو منظّر اجتماعي، إنها وحسب مقولة اقتبستها زوجة الشهيد علوية مضيفة: "خصّني منه بأنه حيٌّ يُرزق، يحيط بنا، إذ كان لي الأم الحنون، والأب المعطاء، والأخ الداعم، والصديق المتفهّم، كان عنوانه في علاقته بنا أنا والأولاد الحنان والعناية والاحترام. لذا، لم يكن مستهجناً أن أعتبره من مظاهر رحمة الله علي". مع كل هذا الحنين، عامان كانا من الإنتظار، وليس سهلاً أن تنتظر الأعزاء عامين بما فيهما من هواجس وارتهان: "أنا علمت أنه شهيد لما أعرفه عن عناده، فلا يمكن أن يستسلم، ويستحيل أن يأخذه العدو حياً. ولكن يبقى الأمل يتأرجح داخل المرء علّ الواقع يُخطئ التنبؤات. وعندما رأيته شهيداً، كانت لحظة تصادم في المشاعر، فمن الاعتقال إلى الشهادة، إلى العودة، مسيرة عامين من القلق حلّت بسكينة في لحظة واحدة واستحالت دموعاً انهمرت مع تكرار عبارة "الحمد لله قد نلت مناك، الحمد لله الذي أكرمك واصطفاك"، لأن الشهادة ليست عملاً، بل هي وسام يكلّل صدر الشهيد الذي أحب الكمال وعمل لأجله، من خلال تطبيق القرآن في بيته ومع أهله فضلاً عن ساحة القتال". لمثلها أوكلت مهمة صنع الرجال، لمن عرفت الحق فآمنت به، وعايشت الجهاد فقبلته، واختار الشهادة عزيزها فرحّبت بها تضحيةً لسعادة الشهيد، وهي ذي مع أبنائها الثلاثة على النهج ذاته تستمر. الشهيد موسى خنافر– عيناثا:
"مئات السنين ولا زلنا نبكي الإمام الحسين عليه السلام وأنصاره. نبكي مظلوميته وفي دمنا حبّه وقضيته. وأبناؤنا هؤلاء اختاروا نهج الإمام الحسين عليه السلام فنبكيهم كما نبكي أنصاره". هنا البكاء معنىً للشهادة، فحتى في بكائها استثابة من آل بيت محمد صلى الله عليه وآله. تبكيه الأم وكأنها ترمي بعبراتها نحو المشرق حيث منارات الحسين عليه السلام. وتزفّ شهادته وروداً تنثرها بناته الثلاث على نعشه مباركة بالحرية، وقسماً يؤدّينه أمام جثمان والدهن. فكما عودة الأسرى كانت عودته، لكن إلى النصر عاد بالشهادة. تقول والدة الشهيد: "كان الفخر بشهادته والعزة بعودة جثمانه إلى بلده الذي قدّم الروح لأجله، ليكون هنا بيننا في موطنه". أما أخته، فتضيف: "عامان انتظرناه ونحن نفكّر عند العودة كيف نستقبله. والحمد لله استقبلناه مثلما يحبّ هو ويرضى. تلونا له القرآن وقرأنا الأدعية وودّعناه إلى مثواه الأخير، هنا في أرضنا. فرحتُ فرحةً جلّلتها دموع الفراق، لكنها فرحة أن يكون على أكف أصدقائه الذين أحبهم، ينزل في لحد، تضمه تربة بلده إلى جوار إخوانه الشهداء". وفي أذنه تهمس أمه: "الله ييسّر أمرك، والزهراء تكون معك، وإن شاء الله نكون كلنا على طريقك". وإلى جانبها بناته يلتففن حول بعضهن كلٌّ تحمل صورة تخصّها لأبيها وتبتسم: "بناته في قلبي، هن من رائحته وذكره وأنسه في بيتي. والحمد لله، اليوم رجع إلينا ليكون في جوارهن. يحدثنه عن كل شيء ويفتخرن به، لأنه البطل الذي أعاد النصر لبلده وأعادنا إلى أرضنا". الشهيد مروان سمحات – عيناثا:
"أنا والدة الشهيد مروان سمحات" هكذا تعرِّف عن نفسها، وفي العين بريق عبرة واعتزاز: "هذا الاسم يعني لي العز والكرامة وأن ولدي دافع عنا وأعادنا إلى بلادنا. كان طالباً وتمنيت لو أنه يتابع دراسته، مثل أي أم لكن هو اختار أن يقاوم أعداء الإنسانية. وكان دائماً يقول إنه لو استشهدت ستواسين بشهادتي أهل البيت عليهم السلام، فأجيبه كفاناً عذاباً منذ بدء الإحتلال، فيكون جوابه: نحن سوف نتغلّب على هذا القهر. وهكذا كان ووجدت انه محقّ". ولكن الحسرة كانت كبيرة عندما علمت بالأسر: "تمنيت أن يكون شهيداً وليس أسيراً كي لا يتعرّض للتعذيب، لأن الإسرائيليين لا يعرفون سوى التعذيب، وعندما عاد شهيداً، سررت لعودته واستذكرت شهادته، لكنني حقاً افتخرت به، ووجدت عزائمي اشتدّت أكثر من ذي قبل". كانت العودة، عادوا أسرى وعادوا شهداء، "لم أنتظر أن يعود ابني أسيراً لأني كنت أعلم بشهادته ولو بقي الجميع أحياء، لما صمد وطننا، ولما كنا هنا في قرانا، فالحرية تحتاج إلى تضحيات". "اليوم أولادنا خلقوا، عندما رجعوا لنا. بات اليوم يرقد بقربي أُسرّ إليه أشجاني وأخباري، أوصيه أن لا ينساني، وأسامحه". تختم حديثها بعبرة، ولم تكن عبرتها وحيدة، فـبتول شقيقة الشهيد مروان، "ونقطة ضعفه" كما أسمتها الوالدة كانت تشارك أمها الفقد لهذا الأخ الذي كان "لا يردّ لي طلباً، ولم يكن أحد يجرؤ على إزعاجي. كان أخي وأبي. كان هو الكنز الثمين الذي وجدته في هذه الدنيا، ذلك الأخ المرح المعطاء المتفهّم، الداعم،الذي لا يزال ذكره حتى اليوم يحميني. فالجميع يقول لا تزعجوها لأنها عزيزة مروان". هم أحياء ، في أنفسنا أحياء، في أحبائهم أحياء. الشهيد زيد محمود حيدر عيناتا:
والد الشهيد الذي بدت في تقاسيمه أسفار الصبر، انتفض عندما سألته عن شعوره بعودة ابنه قائلاً: "إبني شهيد ولي الفخر، نحن على خط المقاومة ولا نقبل إلا أن نقدّم مثل الذين سبقونا. هنيئاً له، أدّى واجبه بصدق، ووقف وقفة ترفع الرأس وردّ أعداء الوطن والأمة. لو كنت متّكئاً إلى العصا وعاود الإسرائيليون اعتداءهم، سآخذ بثأر إبني، نحن أنصار الإمام الحجة عجل الله فرجه الذي يحارب الظلم والذلّ". وللعود فخرٌ وحنين: "بكيت ابني الذي فقدته، وبكاؤنا حنين، فالرسول صلى الله عليه وآله بكى ابنه، أنا بكيت ابني ولم أبك من ظلمهم. بل أعدناه، فنحن نريد عودة أولادنا وشهدائنا ليدفنوا هنا في هذه الأرض الطاهرة، أرض أبي ذرالغفاري". أما فاطمة، شقيقة زيد وعزيزته، فتنقلنا مع زيد في ميدان الإباء إلى مهد الصبا، حيث بدأ مسيرته الإيمانية منذ صغره، (5 سنوات) "كان يركن إلى الحائط عندما يسمع صوت المؤذن ، وكان يقول إن وخزاً يؤجج قلبه، وفي زيارته الأولى لبلدته "عيناثا"، بعد التحرير عام 2000، كان أول من قرأ الدعاء في المسجد. ومن الفخر أن أذكر أنه أول من رمى دبابة ميركافا ودمّرها، وترك هزيمة لليهود في عدوان تموز 2006 لن تُمحى". وبدفء الأخوة تضيف: "عند دخول جثمانه المنزل، كنت أحب أن أراه وأن أبقى معه أكثر لآخذ منه المزيد، وأن أوصله إلى ضريحه بيدي، مثلما اعتدت تحضير كل شيء له بيدي". كان هذا اللقاء، ورحل، تقول: "أفتقد الأخ الحنون، أشتاق لنظراته، لضحكاته، لدعائه، لكن أرفض مقولة: إن الموت اختطفه، بل هو أراد الشهادة وأقدم عليها". فهم ﴿... أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾