مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

شعر: يوم القدس

الشاعر يوسف سرور

 


 

صوتٌ تردَّدَ بالمَدَى، فتوسَّدَا(1)

 بُردَ(2) الهُدى، وغدا لدى الشُّهَدَا صَدَى

يا قُدسُ هذا اليومُ يومُكِ قد أتى

 وسَمَا على هامِ العوالِمِ سيِّدَا

ورِجالُكِ الأحرارُ من أهلِ النُّهى

 باتُوا حُسيناً في الجِهادِ وأحمَدَا

دَكُّوا قِلاعَ الظَّالمينَ بعزمِهِم

واسْتَأْنَسُوا بالموتِ فازْدادُوا هُدَى

وتجلْببُوا تَلْعَ(3) التُّرابِ عباءَةً

 فالأرضُ زُفَّتْ للأشاوِسِ مسجِدَا

هم فتيَةٌ نسبُوا لخيرِ سُلالةٍ أفْنانُها(4)

 حَسُنتْ وطابَتْ محْتِدَا(5)


***
 

يا قدسُ قدْ نِلْتِ السُّمُوَّ مُجدَّدَا

 وبَنيتِ صَرْحاً للفِداءِ مُخلَّدَا

وهتفْتِ في رَكبِ التفاني والفِدَا

بمحَافِلِ الثُّوَّارِ كيْ تتوحَّدَا

وتزيلَ حُكمًا مستبدًّا ظالماً

وتوجِّهَ القَبَضَاتِ ضِدَّ من اعتدى

ضدَّ اليهودِ الحاقِدينَ، ومَن مشى مَعَهُمْ،

 ومنْ لِبْسَ الصَّهَاينةِ ارتَدَى

قدْ ملَّ أقْصاكِ المجيدُ من الجفا

 إذْ كانَ سيفُ بني الرِّسالةِ مُقعَدَا

واليومَ نيرانُ القطيعةِ أُخمِدتْ

وتدفَّقَ الأحرارُ من يَمِّ الفِدا

واصْطَفَّ فُرسانُ الجِهادِ بوحدَةٍ

رسمتْ غدًا سمْحاً كريماً أرغَدَا

وغدتْ على عُنُقِ الزَّمانِ قِلادةً

بِجمالها النَّصرُ المُبينُ تولَّدَا


***
 

يا قدسُ هذا الكُفرُ كشَّرَ نابَهُ حَنَقًا،

 وأبرَقَ في الفلاةِ وأرْعَدَا

والظَّالِمونَ من اليهودِ تفنَّنُوا بقتالنا،

 بالسَّوطِ ضَرباً، والمِدَى(6)

عادُوا ... فعُدْنا نسْتمدُّ عزائماً من ربِّنا،

 ونهيمُ شوقًا في الرَّدى

ونبثُّ في سمْعِ الزَّمانِ نشيدَنَا:

ذا بُلبُلُ الإسلامِ ثانيةً شَدَا

والقائِمُ المهْدِيُّ كرَّ بأَرْضِنَا حَرْباً،

 وضدَّ يدِ العدى أبدى يَدَا

أردى العُتاةَ، وقامَ يهدمُ إِفْكهم

 والسَّيفُ بين يديْهِ حبَّاً غرَّدا


***

يا كونُ سجِّلْ في كتابكَ صفحةً

من وحيِ "يومِ القُدسِ" يتلوهَا المدى

وابْعثْ لكاتبهَا(7) تحيَّاتٍ،

 بها عنْ كلِّ ما خَطَّ الأنامُ تفرَّدَا

سبكَ القرارَ بصكِّ عزٍّ هادرٍ

بسَناهُ آمالُ العِدى ذَهبتْ سُدى

ومضى إلى سُوحِ الجهادِ غَضَنْفَراً

ورأى الطُّغاةَ أمامَه، فاسْتأسَدَا

وعَدَا يُيَمِّمُ وجْهَهُ شَطرَ الفِدا

وسَمَا إمامًا موسوِيّاً مُرشِدا

حتَّى اسْتحالَ البَغْيُ نَسْياً

في البِلَى ولهُ يعودُ المنتَهَى والمُبتَدَا


***
 

يا قدسُ يومُكِ شعَّ في أُفقِ الورى

 إنْ هدَّكِ الكفرُ العتيدُ تجدَّدَا

أضحى فؤادًا للقضيَّةِ نابضاً

وعَلا على قلَلِ البَلا، وتمرَّدَا

وأضاءَ دربَ السَّائرينَ بنورِهِ

وانْسلَّ سيفاً للأُباةِ مُهنَّدَا

واجْتاحَ أُفْقَ العالمينَ مبشِّراً

بهلاكِ قطعانِ اليهودِ ... وأنشدَا:

لَمْلِمْ متاعكَ يا عدوُّ، ولا تعدْ

وامكُثْ بلَحدِ البائسينَ مصفَّدَا(8)

إنْ كنتَ تجهدُ كيْ تُهوِّدَ(9) أهلنَا

 فالنَّاسُ تأبى اليومَ أنْ تتهوَّدَا

أوْ كنتَ تغرِقُهم بفتنةِ ماجنٍ

 فالشَّعبُ ملَّ اللهوَ واحتقرَ الدَّدا(10)

ومشى إلى سوحِ الجهادِ مقاوماً

 ومُناهُ في الهيجاءِ أنْ يستشهدَا


***
 

يا قدسُ قومي عطِّرِي أجواءَنا

 بشذى الدِّماءِ، فبحرُنَا قد أزبدَا

والحربُ صارت للمجاهدِ قبلَةً

 والسيفُ أضحى للمقاومِ معبَدَا

والأرضُ باتتْ للأبيِّ وسادةً

وترابُها أمسى قبوراً للعِدَى

والغيمُ يطربُ إنْ تبسَّمَ ثائرٌ

ويزخُّ دمعاتٍ إنِ الحادي حَدَا(11)

والرُّعبُ والرِّيحُ العقيمُ مضتْ

إلى ثكَناتِ سوحِ الحربِ كيْ تتجنَّدَا

ورجالُ ربِّ الكائناتِ إذا دَعَوْا سَحَرًا

 على الجَبَلِ العظيمِ تبدَّدَا

وإذا أبَوْا جعْلَ الفَلا قِدداً،

 أبى وإذا أرادُوها أرادَ وسدَّدَا


***
 

يا قدسُ هذا الكونُ هلَّلَ باسماً

وسَمَا يرتِّلُ في السَّماءِ مُردِّدَا:

مولايَ مُنَّ على الذينَ اسْتُضْعِفُوا في الأرضِ،

واجْعَلْهُم لحُكمكَ قُوَّدَا

حتَّى نُزيلَ الجورَ من آفاقِنَا

 ونُقيمَ للعدلِ المُوطَّدِ مولِدَا

والصَّالحونَ بصبرِهِمْ يرثوا الدُّنى

 ونرى عليًّا قائدًا، ومُحمَّدا


***


(1) توسّد الوسادة: جعلها تحت رأسه.
(2) البُرْد: ثوب مخطَّط.
(3) التَلْعُ: جمع تلعة وهي ما علا من الأرض.
(4) الأفنان: الأغصان المستقيمة.
(5) المحتد: الأصل. يقال: فلانٌ كريم المحتد.
(6) المِدى: جمع مِدية وهي الشفرة الكبيرة.
(7) الإمام الخميني.
(8) مصفَّداً: موثّقاً ومقيّداً بالحديد.
(9) تهوِّد أهلنا: أي تجعلهم يهوداً.
(10) الدَّدَا: اللهو واللعب.
(11) حدا: رفع صوته بالحُداء، والحادي هو الذي يسوقُ الإبل ويتغنّى لها.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع