محمد يحيى حجازي
"سنة":
ها قد ولدت..
وحين أراك تبتسمين،
أنا المولود من رحمكِ
أرى الدنيا تناغيني،
وأغفو في يدي حدوكِ
كنت إذا ناغيتني أحسستُ
أني النّار والثورة
سمعت الهمس في أذني
لأجل الأرض أحملكم
لأجل الأرض أنذركم
كلّمتك في حينها ناديتك
بلغة الطفولة: يا أم القمر
"تسع سنوات":
هاك عهدي
حين أكبر لن أكون
إلا بسمة بل طلقة
وأنت من علمتني
"درس اليوم: كن أسداً"
غداً أكبر.. غداً أكبر
ويصبح شبلك الثائر
ليثاً يفت الصخر إذ يزأر
غداً أكبر ويداي
تقبض على السلاح
بعزةٍ ببسمةٍ يا..
أم القمر...
عدنا.. التقينا بعد أن مرت سنين
عند أعتاب الشباب..
فإذا عيوني ترمقُ الأقصى
ومنك أحفظ الدرسَ
"بنيّ أرض العز لن تركعْ"
"ست عشرة":
أنا أكبر..
سلكت نهج من قلت
بأنهم رجال الحق
ولم أركِ.. إذا فارقتك تبكين
أنا أدري بكيتِ طويلاً بعدما رحلت
ألبستني ثوب المسيرْ
قلت لم تعد أبداً صغيرْ
قلت القلب يكبر في هواي.
وقلبي أراد الأرض يحضنها ويلثمها
في ذلك الحين أكون عشت العمر
كل العمر في لحظة
"أربع وعشرون":
قمر أنت يا ولدي قلت ولم أفهم
أضفت لا تركعْ ولا تخضعْ
ولم أفهم..
فهمت الآن
وما قد قلتِ علمني
كيف أخوض غمار السيف
دون خضوعْ
كيف بان بزوغ الصبحِ
بصليل أسنّة من يسمع
ما قد قلت:
"لا تركعْ لا تخضعْ"
كوني بين الكل شامخةً باسمةً
فأنا فتاك
من ظمأ الحسين شربت
كأس العزة
وملأت من جنب العباس
وبكف العباس القربة
ومضيت أفترش الترب
وأخوض الحرب
وصدى ما قلته يدفعني
لم أخضعْ لم ْ أركعْ.
"ثمانٌ وعشرون":
ها قد عدت
رشي زهركِ دمعكِ نبضكِ
ها قد عدت،
محمولاً فوق أكفّ رفاقي
لأنام طويلاً، في تربة قلبك
رشي ورودكِ
ستظل روحي تطلب ضمّة
من ساعديكِ
وأراك اليوم تبتسمين
هذي المرّة
ما السر؟
أنا أدري أَوْفيتُ النذرَ
ودِما من قدّمتِ
قد حفظت
كل وصية، بالدم توقع
ها قد عدت فاحتضنيني
وخذي ألف تهنئةٍ
وخذي تهنئةَ الأقمار
"مبارك، مبارك يا أم القمر"
رداً على تسابيح شهادة التي كتبتها ولاء حمود في العدد (201 حزيران 2008).