مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

تسابيح شهادة: أصبحت أماً للقمر

ولاء إبراهيم حمود

 


هذه التسابيح الهائمة بحب كل الشهداء، هي صوت أم الشهيد.. وصدى قلبٍ أحبه.. حتى التلاشي على بوابة الانتظار الحزين... سنة: ها قد ولدتكَ للحياة قصيدةً، وجهَ قمر... وصنعت قلبي غيمة تحنو إذا جفَّ المطر. كنت إذا ناغيتك أحسستُ أني طفلة.. حتى إذا ناغيتني.. عايشتني، قبل النساء جميعهن أصبحتُ أماً للقمر..

 9 سنوات:
هاك رموشي مظلةً، وذا فؤادي ظلُّ أمٍّ.. وذي يداي مساندُ.. يا قارعاً باب الوجود بقوة، خذ مني أشواق الغياب. كي نلتقي بعد سنين.. عند أعتاب الشباب. فإذا شبابك روضةٌ للقلب، والعمرُ سراب. ست عشرة: ها أنت تكبر يا فتى.. والقلب يكبر في هواك.. ها عزمك وقرارك والأرض تصغي لخطاك.. هي ذي الحياة يتيمةٌ إن لم تطوقها يداك.. هو ذا الوجود سحابةٌ.. ترنو إليها مقلتاك.. وعند اللقاء صبابةٌ لم يروها أحدٌ سواك... أربع وعشرون سنة: إني أسيرة وجهك بل روحك يا مبتغاي..

إني رهينة قلبك، بل نهجك، هذا مناي... يا نظرة الأمل البعيد، يا خفقة الحب الوحيد.. يا قلب كل مقاومٍ، للنصر تصحبُك خطاي.. والحب يعزف بيننا لحن انتصار العاشقين... وأنا وأنت وصالنا شهدته أشواق التلال... شهدت له قيمُ الرجال... بأنه حبّ مقاوم... أمّا رفيقاتي اللواتي باركن لي بغبطة، همسن فيما بينهن، لبعضهن: يا سعدها.. هو فارسٌ وجد الطريق إلى الحسين الساكن في مقلتيه.. هو فتى... قاطعتهن بفرحتي.. هو لي من ظمأ الحسين هوية وهديةٌ... إنه منه... فتاي... ثمان وعشرون سنة: ها أنذا خلفك... يسابقني إليك قلبي... يريك في أعماقه رسمك المزروع في تربته الحمراء...  ها أنت أمامي، تعلو أكتاف الرجال... تسبقني خطاك.. قامتك السابحة فوق أوجاع محياك ترسم لي طريقي... ابتسامتك تضي‏ء أمامي كل الدروب... لقد عرفت كيف أعبرها، أتبع أثرك يا شهيدي.

الآن أعرف.. كيف أخلص الحبّ كلانا.. لها.. هذه المقاومة العظيمة.. التي تزف شهداءها فرساناً وأقماراً.. ها وصالنا يزهو... يتكرّر في ظل الشمس المنتصرة على جحافل الظلام.. ها نحن أمام أشعتها الأخيرة.. عريسيَن يزفنا الكون كله وتزهو بنا كل حكايات قدامى العشق وقاصديه.. ها أنذا قربَك أولد من جديد... من رحم المقاومة الصادقة الوعد.. يكفيني أنني الآن قربك.. قصيدةً ولدتها للتو أشواقها... وإنك قربي ستبقى كما ولدتك أمك مراتٍ فجراً للقصيدة.. وجهاً للقمر... كوكباً للشهادة... سيفاً للمقاومة أمضى عمره.. في رضوان الله.

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع