مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

آخر الكلام: هديّة الحسين عليه السلام

نهى عبد الله


"أهي عُصابة الإمام الحسين عليه السلام التي ربطها بيده المباركة؟! ماذا تنتظرون؟! أحضروها في الحال". وسريعاً وصل أمر الشاه إسماعيل الصفويّ إلى رئيس فريق الحفر والترميم، حينما كان مستغرقاً بتأمّل جسد الفارس الذي بقي غضّاً طريّاً في ضريحه، عصيّاً على ثمانية قرون وأكثر. تنفّس رئيس الفريق الصعداء، لطالما تمنّى أن يحصل على أثر نفيس بهذا القدر.

وثب إلى القبر، أرخى العقدة عن جبين الفارس بحرصٍ شديد؛ كي لا يُتلف نسيجها الرقيق. لم يصدق حينما استقرّت في يديه، وفجأةً سمع صراخاً: "سيّدي، جبينه ينزف بقوّة"، دُهش الحاضرون، أيُعقل أن تنزف جثّةٌ لميتٍ منذ قرون؟! أخذ يصيح: "أرسلوا طبيباً، وأعلموا الشاه".

حضر ممثّل الشاه ومعه نسيجٌ آخر قدّمه للطبيب، فهِمَ أنّ عليه وضع هذا النسيج مكان العصابة، ففعل، لكن الدم لم يتوقّف. خشي رئيس الفريق أن يسوء حال جثمان الفارس، فقال للطبيب: لنجرّب نسيجاً غليظاً، لكنّ الطبيب أخبره أنّها حالة غريبة، فالجرح بدا كأنّه ابن الساعة، فتدخّل ممثلّ الشاه وبلهجة شديدة: "داوِ الجرح بأيّ طريقة، وسلّموني العصابة، سيحتفظ بها الشاه في كفنه الخاصّ". وعبثاً، لم يتوقّف النزف.

خيّر رئيس الفريق نفسه بين الشهرة وبين احترام الأثر، متذكراً صاحب العصابة الذي خيّر نفسه بين الجنّة والنار، فقال لمُمثّل الشاه: "أردنا أن نرمّم ضريحه، لا أن نتلف جثمانه، أرسلوا للشاه، الموقف خطر". وأخيراً، جاء أمر الشاه بإعادة العصابة إلى مكانها، فتوقّف النزف، وواروا الجثمان مكانه، وبدأوا بالترميم.

لعلّ هديّة الحسين عليه السلام للحرّ الرياحي ستبقى حتّى يُحشر وتاج الشهادة من عبق الحسين عليه السلام يُكلّل جبينه، ويعلن أنّ ثمّة موتاً يتفوّق على الزمن، ويخلّد في لحظة شهادته، فبات عنواناً للإنابة النصوح، وسيبقى.
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع