محمود علي كريّم
لَمْ يَكُنْ قَصْدِي الأذِيَّةْ |
||
قَبْلَ أنْ تـأتِي المنِيّـة |
أحمِلُ العُذَر قَضِيـّةْ |
|
نَاسِجَاً ثَوْبَ اعتِذَارِي |
فِي صُفًوفِ الأبْجَدِيَّة |
|
لَمْ أفرِّطْ فِيْكَ يَوْمـاً |
كَيْفَ أؤذِي مُقْلتَـيَّ |
|
لَمْ يَكُنْ قَصْدِي الأذِيَّةْ |
||
إنَّمَـا فِي الله صِرْنَـا |
إخْوَةً مِنْـذُ القَدِيم |
|
قَـدْ يَمُرُّ الغَيْمُ يَوْمَـاً |
غَيْرَ بَـاقٍ أوْ مُقِيْم |
|
هَلْ بِشَرْعِ الحُبِّ جَازَ |
البُعْدُ يَا نِعْمَ النَدِيْم |
|
لَمْ يَكُنْ قَصْدِي الأذِيَّةْ |
||
يَا سَقَى الله زَمَـانَـاً |
صِبْيَةً كُنَّـا صِغَـارْ |
|
نَعْبُرُ الودْيَانَ رَكْضَـاً |
نَجْتَنِي طِيْبَ الثِمَـارْ |
|
نَرْتَوِي مِنْ ذَاتِ نَبْـعٍ |
فِي عِراكٍ وَ شِجَـارْ |
|
لَمْ يَكُنْ قَصْدِي الأذِيَّةْ |
||
وَاذْكُرِ الأسْتَاذَ غَضْبَـاً |
شَاهِراً سَوْطَ العِقَابْ |
|
كَيْفَ قَدْ قَدَّمْتُ نَفْسِي |
صَابِراً دُوْنَ احتِسَابْ |
|
هَـلْ أبِيْعُ الدَهْرَ بَخْسَاً |
مُسْتَعِيضَاً بِالسَرَابْ |
|
لَمْ يَكُنْ قَصْدِي الأذِيَّةْ |
||
يَا أخِي فِيْ الله هَـذَا |
مَسْجِدُ الحَيّ شَهِيْـد |
|
ضَمَّنَا فِي عِيْدِ خُـمٍ |
حَيْثُ أنْشَدْنَا النَشِيْـد |
|
قَدْ تَآخَيْنَـا وَكَـانَ |
العَهْدُ فِي الله شَدِيْـد |
|
لَمْ يَكُنْ قَصْدِي الأذِيَّةْ |
||
جَاءَكَ الوَاشُونَ يَوْمـَاً |
فِي ثِيَـابِ الأتْقِيَـاءْ |
|
إنَّهُمـْ شَيْطَـانُ إنسٍ |
هَمُّهُـمْ بَذُرُ العَـدَاءْ |
|
لَوْ قَبِلْتَ القَوْلَ مِنْهُمْ |
سَوْفَ نَحْيَـا فِي عَنَاءْ |
|
لَمْ يَكُنْ قَصْدِي الأذِيَّةْ |
||
مِثْلَمَا جَاؤُوكَ جَاؤُوا |
أَسْمَعُـونِي كُـلّ زُوْر |
|
يَقْطَعُونَ الغُصْنَ لَكِنْ |
أنَتَ فِي قَلْبِـي الجُذُور |
|
أَنْتَ أبْقَى يَا صَدِيقِي |
بَيْنَمَـا الوَاشِي القُشُور |
|
لَمْ يَكُنْ قَصْدِي الأذِيَّةْ |
||
إنَّ طُولَ البُعْدِ نَـارٌ |
لا تُضَاهِيْهَـا الجَحِيمْ |
|
يَشْمَتُ الشَّيطَانُ فِيْنَا |
إنّـَهُ الـدَاءُ العَقِيْـم |
|
فَاطْفِئِ النِيْرانَ كَيْمَا |
نُـدْرِكُ الآنَ النَعِيْـم |
|
لَمْ يَكُنْ قَصْدِي الأذِيَّةْ |
||
يَا صَدِيْقِي هَاك كفي |
علّها تَصْفُو القُلُـوبْ |
|
حِيْنَمَـا أنَّبْتُ رْوْحِي |
خَلَّفَتْ فِيْكَ النُـدُوبْ |
|
إنَّمَـا أشْرَقْتَ فِيْهَـا |
كَيْفَ تَرضَى بِالغُرُوبْ |
|
لَمْ يَكُنْ قَصْدِي الأذِيَّةْ |