مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

أول الكلام: ثقافة الحياة..أوهام المرتدِّين ونهاية الطَّريق

الشيخ يوسف سرور

 



ويلٌ للكَسَبَة من الكَتَبَة..
ويلٌ للأقلام المنساقة خلف هوى المال الفتَّان..
ويلٌ للمداد المسفوح على مذبح هوى السُّلطان..
ويلٌ..ثمَّ ويلٌ..لمدائح كذَّابٍ تُنثر سرّاً، جهراً، كالرُّقية على إيقاع "تأمين" الشَّيَبة ووسْط تهليل الشُّبَّان..
الويلُ لها..من أقلامٍ تعبثُ بدم الأطفال..تهزأُ بالآمال ويضيعُ بين حروفها أغلى الأوطان..
الويلُ لها..من محبرةٍ مسكونٍ صاحبُها بحبِّ المال..بعشق المال..حتَّى على حساب اتِّباع النَّبيِّ وحبِّ الآل..وآيات القرآن.


تهرعُ الطاقات المضيِّعةُ اتِّجاهَ طريقها..تتسابقُ في جدٍّ غير مسبوقٍ للنُّهوض بالمهمَّة الموكلة..عسى صاحبُ السِّيادة يرضى، ولعلَّ صاحب السُّموِّ يرضى. تصطفُّ الأقلام في انتظامٍ..باتِّجاهٍ معاكسٍ لقضايا الأمَّة..ظهورٌ غير معهود يُعلن نيابةً عن المقهورين نهاية قضيَّتهم.. ونيابةً عن المشرَّدين, يُعلن إمضاء القرارات الجائرة. أسفٌ على المنابر المنصوبة لقول الحقّ، المرصودةِ لها الأموالُ لنصرة الحقّ، المدَّخرةِ لها الطَّاقات لصون الحقّ، ولمِّ الشَّمل وجمع الكلمة..تهوي بسياطها على متن الحقِّ بأقسى ممَّا يواجهه به الأعداء.

الأقلام المدفوعةُ بمرارات الخيبة وحسراتِ ارتطامِ أحلام أصحابها بالواقع..وتبدُّد أوهام أربابها، جهلاً بمعادلات الزَّمان المحكومة إلى الأصولِ والجذور، والانطلاق منها نحو الآمال العراض،..الأقلام الَّتي عبثاً جَهِدَ حَمَلَتُها لِسَوْقِ العوامل خلافَ الظُّروفِ في مواجهة خصوم أمسهم..فارتدّوا على أمسهم..على قضاياهم..على أمَّتهم..ليصبحوا عواملَ تجهدُ في سبيلِ تحكيم شرائع أعداء أمسهم..سادتِهم في هذا الزَّمان..ولتصبحَ الأمَّةُ وقضاياها وقواها الحيَّة عراقيل في عرفها أمام تحقُّقِ الآمالِ وازدهارِ القلوبِ العامرةِ بالاستلاب.. أسفٌ على الأدمغة المنهمكة في شحذ المبرِّرات واستجداء الأعذار من وهنها وضعفها..بل، من انعدام واقعيَّتها ووهمها.. أسفٌ على ارتداد النُّفوس الَّتي كانت أبيَّةً تُفاخر بِحَمْلِ هموم الأمَّة وقضاياها الكبرى..الَّتي كانت تُسيلُ مداد أقلامِها نصرةً لفلسطين وقضايا المقاومة، وكانت تَنْزفُ آمالها وترسمُ آفاق الآتي من أيَّامها على صدور الصَّفحات وفوق منصَّات الهجوم على الأعداء. أسفٌ أشدُّ وأكبرُ حين ندركُ أنَّ هذه النُّفوس لم ترتدّ عن قضاياها وقناعاتها فحسب، بل انقلبت عليها لتصبح إِلْباً لعدوِّها على مقدَّسات الأمس، ولتُزريَ كلَّ هاتيك الدِماء المسفوحة في سبيل تلك القضايا، بل لتستهلك الرَّصيد المحفوظ في ذاكرة الأمَّة لتلك الدِّماء في سبيل خذلان هذه القضايا.. المؤسف أكثر أنَّ هؤلاء بدأوا يكتبون بعرق المجاهدين وبفعلهم، ويخطُّون بدماء الشُّهداء صكوك الاتِّهام وفرمانات التَّخوين والتَّوهين...وأخذوا يصوغون بدماء العُزَّل من الأطفال والشُّيوخ والنِّساء قراراتِ الإدانة لهم..وبياناتِ التَّشكيك بهم..وباتوا يرسمون بأشلاء الأبرياء صورةَ المستقبلِ المزعومِ نصراً لسادتِهم .. أعدائنا..

تعساً لمن باع حاضره، ماضيه والمستقبل بحفنة من الأصفر أو الأبيض..وليعلم هؤلاء أنَّ الخاسر هو من تخلَّف عن قضايا الحقِّ وخذل أهله..وأنَّ التَّاريخ – مهما حاول صنَّاع الأوهام وبناة الازدهار الواهم باتِّباع المتربِّصين, فإنَّه – لن يكتب هؤلاء إلا في صحيفة الملعونين إذا تذكَّرهم؛ وإلا، فإنَّهم سوف يُركنون في زوايا النِّسيان..ولن تُسفر عن وجوههم الّتي سوف يعلوها الغبار سوى عاصفةِ الحساب المنتظِرِ في نهاية الطَّريق..

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع