مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

نور روح الله: ما الذي يجعل الدنيا مظلمة؟!

قال اللّه تعالى ﴿قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى (سبأ: 46). جمع اللّه تعالى في كلامه الشريف هذا الطريق كلّه، بدءاً من الطبيعة المظلمة، وحتى ذروة المسار الإنساني وغايته، فانتخب لهذا أفضل مواعظه جلّت قدرته، ونبّه إليها عباده من البشر، وفي هذه الكلمة يكمن الطريق الوحيد في إصلاح الدارين وهي "القيام للّه". 

القيام الذي سما بإبراهيم ليكون خليل الرحمن، ويطهره من أدران الطبيعة، والقيام للّه هو الذي مكّن موسى من أن يقهر الفرعون بعصاه، وجعل عرشه وتاجه في مهب الريح؛ وهو الذي أوصله إلى الميقات للقاء المحبوب فخرّ صعقاً.  والقيام من أجل اللّه هو الذي مكّن خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله من قهر كل العادات والتقاليد الجاهلية، فطهر بيت اللّه من الأوثان بعد أن قذف بها بعيداً، وأحلّ مكانها توحيد اللّه وتقواه، وهو الذي مكّنه أيضاً من الوصول إلى الذات المقدّسة، فكان منها قاب قوسين أو أدنى.  ويا لبؤسنا نحن، لأننا إنما ننهض ونقوم من أجل مصالحنا الشخصية! 

الأنانية وترك القيام من أجل اللّه هما اللذان جعلا من دنيانا مظلمة، وسلّطا علينا الآخرين، وجعلا من بلداننا الإسلامية خاضعة لنفوذهم.  القيام من أجل المصالح الشخصية هو الذي خنق روح الوحدة والأخوّة في الأمة الإسلامية.  والقيام من أجل الذات هو الذي جعلنا ممزّقين، و لقمة في أفواه حفنة من عبّاد الشهوات. 

والقيام من أجل الفرد هو الذي مكّن الجهلة من التسلّط على رقاب الملايين. 

 القيام من أجل النفس هو الذي خلع حجاب العفّة من على رؤوس نسائنا المسلمات العفيفات. 

القيام من أجل المنافع الشخصية هو الذي جعل من الصحف وسيلة لنشر الفساد الأخلاقي. قوموا وانهضوا من أجل إنقاذ الدين! 

يا علماء الإسلام! أيّها العلماء الربانيون! أيّها العلماء الملتزمون، ويا مبلّغي دين اللّه، ويا عشّاق الحقيقة! ويا أيّها الملتزمون الإلهيون، ويا عباد اللّه بالحق! ويا عبّاد الحق الشرفاء! استجيبوا لموعظة رب العالمين وسلّموا لطريق الإصلاح الوحيد الذي دعيتم إليه، واهجروا مصالحكم الشخصية لتنالوا سعادة الدارين ولتحيوا كراماً في الدنيا وفي الآخرة. 

"إن للّه في أيام دهركم نفحات، ألا فتعرضوا لها"(1).  فإن خسرتم هذه الفرصة، ولم تقوموا من أجل اللّه ، فسوف تقهركم حفنة من العابثين وتغلبكم على أمركم وتصبح كرامتكم في قبضتها؛ تحقق بها أغراضها الفاسدة.  فما عذركم أمام رب العالمين؟


(1) شرح أصول الكافي، المازندراني، ج10، ص390.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع