نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

شعر: أيُّ أرضٍ تخضّبت بالدماءِ؟

الشاعر خليل عجمي

 


 

أيُّ أرضٍ تخضَّبت بالدماءِ

مثل أرضِ الطفوفِ في كربلاءِ

أيُّ قلبٍ كقلبِ زينبَ لمّا

حَضَنَتْهُ مُقّطعَ الأعضاءِ

أيُّ نهرٍ كنهرِ دجلةَ حُزناً

يومَ عاد العبَّاسُ دونَ الماءِ

أيُّ جرحٍ في الأرضِ أكثرُ نزْفاً

من مزيجِ الدِّما بنهرِ البُكاءِ

أيُّ شرْعٍ أحلَّ لابن زيادٍ

بعدَ حرقِ الخيامِ سَبْيَ النّساءِ

إيهِ، شمسَ الطفوفِ بالله رُدِّي

كيف أمسى صباحُهُم كالمساءِ

إنَّ يوماً كيومِهم كلَّ عامٍ

يقفُ الدهرُ عندَهُ بانحناءِ

عند شطِّ الفراتِ فوقَ رمالٍ

قد توشَّتْ بالمسْكِ والحنّاءِ

رسمَ السيفُ بالدماءِ رموزاً

سوف تبقى مشاعلاً للفداءِ

كم قتيلٍ على الرّمالِ تحنّتْ

بدماهُ غزالةُ الصحراءِ

أيُّ قوم قد حلّلوا ليزيدٍ

قتلَهُ سبطَ خاتم الأنبياءِ

ويزيد في القصر يشربُ خمراً

ويناغي القرود بالصهباءِ

فاجرٌ بالقرود والكأس يلهو

كيف أمسى خليفةَ الخُلفاءِ

كيف يرقى إلى الخِلافة نذلٌ

كيزيدٍ والحكمُ للشّرفَاءِ

ما يزيدٌ سِوى وريثِ أبيهِ

وأبوهُ منافقٌ ذو دهاءِ

والنبيُّ الكريم في "خُمَّ" وصى

لِعليٍّ من بعدهِ بالولاءِ

نكثتْ عهدَها "أُميّةٌ" لمّا

حاربَتْهُ بأسيُفِ الجُبناءِ

ورمتهُ على الطفوفِ صريعاً

مع بنيهِ مخضَّباً بالدّماءِ

يا ابنَ النبيِّ يا سِبطَ طه

وابنَ خيرِ الأئمةِ الأوصياءِ

أيُّ باغٍ عليك يرفع سيفاً

يا حبيباً لفاطمَ الزهراءِ

قاتَلَ اللهُ أمّةً ظلمَتْكمْ

وأباحتْ أجسادَكم في العراءِ

حرَّ قلبي على سكينةَ لمّا

فاجأَتْها هَذيّةُ الأعداءِ

حين كانتْ حوافرُ الخيل تغلي

وتثير القَطامَ في الأجواءِ

كان طفلُ الحسينِ يبكي ويشكو

ظمأً باتَ مُلْهبَ الأحشاءِ

فتلَقّاهُ بالسِّهامِ لئيمٌ

وَوَجاهُ في الرّقبة البيضاءِ

فسقى الرملَ من دموع الثكالى

قبل أن يرتوي الرضيعُ بماءِ

يا أكفَّ العباس بالله قولي

كيف فارقتِ فارس الهيجاءِ

حينَ نادَتْكِ زينبُ ودِّعيني

جاوَبتْها مآذنُ الجوزاءِ

وبقتل الحسين ظنَّ يزيدٌ

أنَّه يستطيعُ قتلَ الضياءِ

خسِئَ الوغدُ حيْثُهُ ليس يدري

أنّ نورَ الحسينِ نورُ السماءِ

وتمادى بالظلمِ حين تناسى

أنّ للدِّين حقَّهُ في البقاءِ

وحسينٌ بالطْفِّ قد كان يدري

أنّه رَهن جدِّهِ للقاءِ

كلّ يومٍ يزداد وهجُ حسين

وتشعُّ الأنوارُ في الأجواءِ

وتمرُّ الطفوف فوق بلادي

تتهادى بعزَّةٍ وإباءِ

فترى البدرَ في السماء حُسيناً

وترى الشمسَ زينباً في الفضاءِ

كلُّ أسمائنا حسينٌ عليٌ

وربابٌ وزينبٌ في الولاءِ

إنما الشّمِرُ لفظةَ العارِ تبقى

ويزيدٌ من أقبحِ الأسماءِ


 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع