هناك حيث تحطّ السّفن وأشرعتها تلوح في الأفق، حيث طيور السنونو تهاجر وتودّعنا، وأمواج البحر يتخبط بعضها ببعض، وفي الشمس حمرة المغيب تسدل حبالاً من النور عن وجنات النهار، أما شاطئ الأمل فهو قابع على محيط أعيننا، وقفت أنتظر الباخرة التي ستقلنا إلى جزيرة أجهل معالمها، انتظرت طويلاً، حتى تململ الصبر من نفسي ولم تأتِ الباخرة بعد.خرجت قلمي وأوراقي ورحت أجذف به في بحر ورقتي، وأخذت العاصفة ترمي كلماتي على شاطئ السطور، فحاولت أن أنقذ تلك الكلمات من ثورة غاضبة لكنني عبثاً فعلت، فمن يريد أن يوقف دوي مدافع عليه أولاً أن يصم آذاننا عن صرير أقلام ويغمض أعيننا عن حروفها، لذا فكثيرة هي المحاولات التي تعمل عليها الدول العظمى كي تنال من الشعوب الأخرى، ألا يقتلون علماءَنا؟ ألا يخطفون قادتنا؟ ألا يقيدون قنواتنا؟
إذاً فقلمي وقلمك سلاح، فإذا أردت أن تُنشئ دولة قوية، اجعل العلم أساس بنيانها والقلم كبير أسلحتها. أما أنا وأنت فعلينا أن نقاوم من يعتدي على أقلامنا، نستنكر من يستهين بلغتنا، ونناصر حلفاء كلمتنا، لأنه طالما أنت تقاوم إذاً أنت حر.
ناديا حسن زعيتر