وتعطّلت لغة الكلام وخاطبت أعيننا المشدوهة بنظراتٍ مِلؤها العزّة والفَخَار عِظَم صبركم وصمودكم وانتصاراتكم. لم يعرف التاريخ أن مقاومةً انتصرت فأعلنت بملء الفاه أنها تقاسم كلّ من أمدّها بالمال والسلاح أو حتى بالمعنويات تقاسمه هذا النصر مثلما فعلت المقاومة الإسلامية المؤزرة في لبنان....
هذا الوقوف الهائل كلّه والبسالة العظيمة كلّها بكل ما تحمل هذه المفردة من معانٍ ومعان، وفي النهاية هذا النصر الكبير تقدمه المقاومة إلى كل محبٍ ومساندٍ ونصير. إننّا نشاطركم نشوة الإنتصارات عذراً بطمعٍ منّا وكرمٍ منكم، وتعود بنا الذاكرة إلى ثلاثةٍ وثلاثين باسلة، صارت سجلاً ذهبياً خالداً في سفر التاريخ، وقد تهادت إلى آذاننا رواياتٍ وروايات عن المدد الغيبي والسند الإلهي ! هاتيك الأيام التي رأيناها صعبةً بمنظارنا، لكنها كانت ميداناً محبباً للمقاومين الأسود الذين لم يكترثوا بها، إذ ركبوا الأهوال وامتطوها إلى أفقٍ رأوه قريباً..جنةٍ بعرض السماوات والأرض فُتِّحت أبوابها لاستقبالهم كأبهى ما تكون الجائزة، وقد تركوا لنا على تخوم الوطن تراباً غالياً مُضمّخاً بدمائهم الزكيّة الطاهرة. لقد صدقت يا سيد المقاومة إذ أطلقتها صرخةً مدوِّية شرخت زجاج العدو الذي اعتَقد أنّه لن يُكسر (الآن حلّ عصر الانتصارات وولى عصر الهزائم).
لبيب صندوق / سورية