ديما جمعة
يعترض الكثير من الأهل على الشكل الخارجي لأبنائهم ويعتبرون أنه يدل على شخصية الشاب وأجواء أسرته التربوية والدينية، وأحياناً كثيرة يرفض الأهل بشكل كامل نمط ملابس ابنهم وتسريحة شعره.. ولا شك أن الحوار التالي نسمعه في بعض المنازل:
ــ الأب: متى سوف تقص شعرك؟ لقد أصبح شكلك مخيفاً!
ــ الشاب: أودّ أن أطوّله قليلاً حتى أتمكن من ربطه إلى الخلف.
ــ الأب: تربطه كالفتيات! ثم لماذا لا ترفع سروالك إلى خصرك؟ وما بال قميصك أصبح ضيقاً؟ أعطه لأخيك الصغير واشترِ ملابس تناسبك!
ـ الشاب (يضحك): أبي، هذه هي الموضة. كما إنها تتماشى مع شخصيتي..
ــ الأب: ولكنها لا تتماشى مع التزامنا الأسري وديننا الإسلامي ولا تتوافق مع جو أسرتك المنضبط.
ــ الشاب: لا تكبّر الموضوع. إنه الشكل الخارجي فقط وليس له أي علاقة بتديّني وصلاتي وصيامي! هذا حكم على القشور وليس على الداخل!
وهنا من المفيد أن نقدم بعض النصائح للأهل والشباب.
- نصيحة للأهل
لا يمكن أن ننكر أن الإعلام يرّوج للشكل الخارجي لأبنائنا بأسلوب مدمّر، مما يضاعف مهمتنا في محاورة أبنائنا وتمرير رسائلنا بالتالي بشكل خفي وغير منفّر.
حاولوا أن تختاروا لابنكم ملابس تتماشى مع ذوقه العام وتنسجم مع التزامكم الديني ولا تفرضوا عليه شكلاً نمطياً تفضّلونه، إنّما تقبّلوا ذوقه ولكن ضمن حدود تضعونها بالتوافق معه.
من المفيد أن نبدأ بتركيز المفاهيم الإسلامية لدى أبنائنا في عمر مبكر، ونقنعهم بأهمية الحفاظ على هويتنا الدينية بعيداً عن رأي الناس وموضة المجتمع.
- نصيحة للشاب
لا تنسقْ وراء مغريات الموضة دون تفكير بمدى توافق ملابسك مع شخصيتك. ولا تقع رهينة الألوان والأزياء عبر إهمال ذوقك الخاص.
لا تقنع نفسك أن الشكل لا يدل على المضمون. وتذكّر أن الإسلام دعانا لنكون رساليين ليس فقط في أدائنا للواجبات الدينية إنما أيضاً بكلامنا وسلوكنا وشكلنا الخارجي.
تذكر دوماً أنك تسنّ سنّة من خلال مظهرك وأنك نموذج للعديد من الشباب حولك بدءاً من إخوتك مروراً بجيرانك وصولاً إلى أصدقائك. ومن سنّ سنّة سيئة تحمّل تبعات إثمه وإثم من حوله.
تذكر دوماً أن من ابتدع تلك الأزياء كان هدفه الأساس أن تصل إلينا وأن يقنعنا بها ليجردنا من أروع ما يميزنا وهو التمسك بهويتنا، وحتى نتحول إلى بوق إعلامي لذوقه المنافي لديننا.