سماحة السيد حسن نصر الله
في حديث سابق(1) تناولنا الامتحان والاختبار في مواجهة النِّعِم الإلهية. الآن نأخذ الجانب الآخر من الموضوع، وهو الاختبار والابتلاء بالمصائب، وكيف نواجهها في حياتنا الدنيا لننجح في الامتحان، ونفوز بكرامة الله في الدنيا والآخرة. قلنا سابقاً إنّ كلّ النِّعم من الله سبحانه. وهنا قد يُطرح سؤال: ممَّن تأتي المصائب والبلاءات؟ هذا بحث طويل ومعقّد، وله جوانب عقائدية وفكرية وكلامية وفلسفية، خصوصاً في التاريخ الإسلامي. بما يناسب موضوعنا يهمنا طرح السؤال التالي: ما هي الأمور المتوجبة علينا لمواجهة المصائب ولكي ننجح في الابتلاء؟
* كلّه بإرادة وعلم الله
في هذا السبيل علينا معرفة عدّة أمور:
أوّلاً: يجب أن نعرف أنّ كلّ ما يجري في هذا الوجود، هو في علم الله عزّ وجلّ، فهو عالِمُ الغيب والشهادة. يقول تعالى: ﴿وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاَ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ﴾ (الأنعام: 59).
ثانياً: إن كل ما يحدث في هذا الوجود خاضع لإرادة الله، حتى القوانين والسنن الطبيعية، فهي خاضعة لإرادته تعالى، فالنار تحرق، والماء يُغرق والشمس تُضيء بإذن الله وهكذا.. وكذلك أعمال الإنسان لا يمكن أن تخرج عن إرادته سبحانه؛ لأنه هو من أعطى الإنسان القدرة ليقوم بالعمل، وأعطاه حرية الاختيار، وأن يستخدم السلاح في الظلم أو العدل، في الدفاع عن المظلومين أو الاعتداء على الناس وإثارة الفتن.. هذا كله بإرادة الله. بعض الآيات تتحدَّث عن المصائب، منها: ﴿مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلّاَ بِإِذْنِ اللهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ (التغابن: 11).
* فبما كسبت أيديكم
ثالثاً: يمكننا تصنيف المصائب إلى عدة أصناف، منها ما كان نتيجة أفعال الإنسان وحده، فإذا قام شخص بإشعال الحرائق في الغابة أو غيرها، فسيؤدي عمله هذا إلى نتائج سيّئة تصيب الناس في منازلهم ومحالّهم وسياراتهم.. وإذا كان شخص لا يعتني بصحته ولا يذهب إلى طبيب ولا يأخذ العلاج، فمن الطبيعي أن يمرض. فهذا البلاء هو نتيجة فعل الإنسان نفسه. يقول الله تعالى: ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ﴾ (الشورى: 30). حتى في الدنيا، إذا أراد الله أن يحاسبنا على كل خطأ فكثير من أعمالنا ستكون لها نتائج كارثية. لكنّ الله سبحانه يعفو عن كثير، كما يعفو في الآخرة. هذا جزء من الموضوع. بعض النتائج يصبح عقاباً يتجاوز الاختبار والامتحان كطوفان نوح عليه السلام، أو كمثل إغراق الله لفرعون. الآيات التي أنزلها الله على نبيه موسى عليه السلام في مصر قبل إغراق فرعون، كانت للتذكير والامتحان. أما الإغراق في البحر فقد أصبح عقاباً. الله تعالى يختبر عباده ليرى ما إذا كانوا يصبرون أم يكفرون. هناك عرفنا الاختبار بالنِّعَم، أنشكر أم نكفر؟ وهنا الاختبار بالمصائب.
* تكاليف إلهية
بحسب الآيات والروايات فالآجال بيد الله عزّ وجلّ. الآجال والأرزاق وبعض الأحداث الكونية والطبيعية، والتكاليف الإلهية هي من صنع الله. عندما أمر الله تعالى إبراهيم عليه السلام، مثلاً، أن ينقل هاجر وابنه إسماعيل الذي انتظر إنجابه فترةً طويلة، وكان يحبه حبّاً شديداً، قال له: خذهما إلى مكة، فهذا جزء من التخطيط الإلهي، له علاقة بمكة، ومستقبلها ولادة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله والدعوة الإسلامية. كان هذا الأمر إبعاد إسماعيل وأمّه أمراً شديداً على إبراهيم عليه السلام. ولكنّ الله ابتلاه به، كما ابتلاه بالبلاء المبين حسب وصف القرآن عندما أمره أن يذبح ابنه. وقد رفع عنه البلاء بعد أن نجح في الامتحان، ورفع درجته. ﴿إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً﴾ (البقرة: 124). أو كما أمر الله سبحانه النبيّ محمداً صلى الله عليه وآله بأن يجهر ويعلن دعوته في مكة، وكان معه القِلّة القليلة من الأفراد. هو يعرف قسوة قريش وكلّ التبعات التي لحقت بالرسول صلى الله عليه وآله وأصحابه من تشريد وتعذيب وقتل، وصولاً إلى الحصار في شعاب مكة والتهجير منها. كذلك عندما نتحدث عن حركة أبي عبد الله الحسين عليه السلام والتي كانت بأمر من الله عزّ وجلّ، ووصيَّة من رسول الله صلى الله عليه وآله وما تبع هذا التكليف من مصائب ومحن وشدائد.
* أساليب مواجهة البلاء
ما ذكرتُه حتى الآن، كان مجرَّد مقدِّمة لمساعدتنا على العمل والنجاح. هذه الدنيا فيها مصائب، فكيف سنواجه كل تلك البلاءات؟ الجواب فيما يأتي، على التوالي:
- أوّلاً: الدعاء
عندما نواجه أية مصيبة أيّاً كان حجمُها علينا بالدعاء وذكر الله عزّ وجلّ. ﴿إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾ (البقرة: 156). هذه الآية تذكرنا بأننا ملك الله وعبيده وفي قبضته، وأننا سنعود إليه. هذا الذكر الشفهي، وبمعزل عن تأثيراته القلبية والمعنوية، هو مطلوب، ونُعزِّزه بالدعاء لتخفيف البلاء، ورفع البلاء، كما في الآيات الشريفة والأدعية المأثورة لدينا، حيث يعلمنا الرسول صلى الله عليه وآله وأئمتُنا عليهم السلام أن نتوجه إلى الله تعالى، خاصَّةً عند المصائب، كفقد الولد والمال، ولدى الزلازل والسيول.. ونستعين به على تلك البلاءات ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ (الفاتحة: 5).
- ثانياً: الصبر
﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾ (البقرة: 155)، الصبر يعني أن تكون لدينا طاقة لتحمُّل نتائج وتبعات هذه البلاءات، وأن لا نضعف وننهار وننحرف ونكفر. هذه من لوازم الصبر ومعاني الصبر. ونستفيد من الآيات والرّوايات أنّ الصّبر نصف الإيمان، ورأس الإيمان. الصّبر تُحفةُ المؤمنين وميزتُهم وعنوان إيمانهم. وفي بعض الآيات الشريفة نقرأ أنّ هناك نوعاً من المصائب الشديدة إذا صبر الإنسان عليها فله أجرُ ألف شهيد! وفي الروايات أن الله تعالى يأتي بالصابرين والمحتسبين الذين نجحوا في امتحان البلاءات، ويُعطيهم درجاتهم وجزاءَ أعمالهم. وبعض هؤلاء يتمنَّون لو أنَّهم في الدنيا وقد تعرّضوا لمصائب أشدّ وبلاءات أكبر، لعظمة الثواب الذي وجدوه أمامهم يوم القيامة.
- ثالثاً: الدنيا زائلة
أن نعلم أن هذه الدنيا زائلة ﴿وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾. لا شيء في الدنيا باقٍ، لا المال ولا البنون، حتى المصائب فهي، ككلِّ شيء، زائلة. هذا الفهم يساعدنا على الصبر.
- رابعاً: الجازع مأزور
عادةً، عندما تحلُّ مصيبة، كأن نفقد عزيزاً، نبكي ونولول ونشعر بإحباط وما شاكل. سواء صبرنا أم جزعنا، فالمصيبة وقعت وانتهى الأمر. لذا تقول الأحاديث الشريفة إنك إن صبرت جرى عليك القدر وأنت مأجور وإن جزعت جرى عليك القدر وأنت مأزور (2).
- خامساً: في علم الله
أن تعلم أن ما جرى عليك هو بعلم الله، وفي عين الله عزَّ وجلَّ. الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء كانت تتعاقب المصائب على قلبه الشريف، فقد قُتل إخوته وأولاده وأصحابه، حتى الطفل الرضيع ذُبح بين يدي أبيه. فكان عليه السلام يقول: "هوَّن ما نزل بي أنه بعين الله" (3). فعندما يعلم الإنسان أن ما يجري عليه من مصائب، هو بعلم الله، فهذا يُخفف عنه المصيبة.
- سادساً: كفارة الذنوب
أن تعلم أنّ ما يجري عليك من مصائب وبلاءات هو تطهير لنفسك، وكفّارة عن ذنوبك، وتزكية لروحك؛ لأنّ الله أراد أن يُخرجك من الدنيا إلى الآخرة وليس عليك تبعات ولا ذنوب، كتابك نظيف نقيّ، فيبتليك بفقر أو خوف أو تحدِّيات صعبة، بهموم وآلام.. فتحمُّلك وصبرُك يؤديان بك إلى تطهير نفسك من الذنوب التي ارتكبتها. حتى لقد ورد في الروايات، أنّ هذا المؤمن يُشدِّد الله عليه عند خروج روحه من جسده، حتى يُخرجه من الدنيا وليس عليه أية تبعة أو ذنب. هذا أيضاً يُساعدنا على الصبر.
- سابعاً: البلاء باطنه خير
أن تعلم أنّ ما يجري عليك من شدّة، هو في ظاهره مصيبة، ولكن قد يكون فيه خير لك. نحن نطلب الغِنَى والله يُعطينا الفقر، نطلب نصراً فيؤجل لنا النصر. وقد جاء في الدعاء: "ولعل الذي أبطأ عني هو خير لي لعلمك بعاقبة الأمور" (4). فكثير من الأمور التي نكرهها قد يكون لنا فيها خير كثير، ونحن لا ندرك ذلك: ﴿فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً﴾ (النساء: 19) ﴿وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ﴾ (البقرة: 216). وفي بعض الروايات ما مضمونُه: لا تكون مؤمناً حتى تعدّ البلاء نعمة (5).
- ثامناً: تربية من الله
أن نعلم أنّ بعض هذه المصائب من الله بغرض تربية نفوسنا ويُحنّننا، فيمنعَنا من أن نتعلَّق بالدنيا ونعصيه من أجل حطامها. والإنسان، بطبعه، عندما يغرق في النِّعم، ينسى النِّعم وينسى الله، فتأتي الشدائد لتذكير الناس وامتحانهم، وليجعل من كل ما يجري حولهم واعظاً لهم ولغيرهم.
- تاسعاً: المؤمن يشتد بالبلاء
أن نعلم أن بعض هذه المصائب هي لتقويتنا وتزويدنا بكثير من التجارب والخبرات ولنستفيد من أخطاء الماضي، ونصبح أقدر على التحديات الآتية. بعض الروايات شبهت البلاء بالتغذية باللبن الذي يقوّي جسد الإنسان. فالمؤمن يشتدّ عودُه بالبلاء، ويعظم إيمانه ويقوى قلبه وفكرُه.. على المستوى الشخصي، كثير من الأمور، قبل حرب تموز، كنا نخاف منها، ولكنها حصلت، ولم نعد نخاف منها، لقد تمَّت تجربتها. في بدر كان عدد المؤمنين 313 شخصاً، فأطاعوا الله ورسوله بكلِّ شيء، فأنزل الله عليهم النصر، وعزَّزهم بالملائكة، ونصرهم وهم قِلّة. وفي أُحد، انتصر المسلمون، أوّل الأمر، رغم أنه كان هناك فرقٌ كبير بالعدد. كان القرشيون أكثر عدداً وتجهيزاً. ومع ذلك بدأت قريش تهرب وتولّي الأدبار، ولكن وبسبب خطأ فادح من الرُّماة، تحوّل، في دقائق، النصر إلى هزيمة وجُرح رسول الله صلى الله عليه وآله، وكاد أن يُقتل ذلك اليوم، وضاع المؤمنون وتشتّتوا. كلّ ذلك بسبب عدم إطاعة النبي صلى الله عليه وآله، والتعلُّق بالغنائم وبحطام الدنيا! يقول الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الآَخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ﴾ (آل عمران: 152). وليتعلموا من أخطائهم، أحدث لهم غمّاً بعد غمّ. لقد كان في أُحد مصيبة كبيرة على المسلمين. ونرى في سورة آل عمران عدة آيات تتحدّث عن الآثار النفسية التي جرت في أُحد.
- عاشراً: الأسوة الحسنة
الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وآله والأنبياء والأولياء عليهم السلام، والتأسّي بما تعرض له المؤمنون من بلاءات، وكيف صبروا وفازوا بالأوسمة الإلهية. يحدثنا القرآن عن إبراهيم عليه السلام ﴿قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ﴾ (الممتحنة: 4). كان ذلك في زمن نمرود وكانت النتيجة أنهم أرادوا إحراق إبراهيم عليه السلام بالنار. كما يحدثنا القرآن عن أصحاب الأخدود فقد كان هناك ملك طاغية رفض أن يؤمن بعض قومه بالله الواحد، فحفر لهم أُخدوداً وملأه ناراً وهدَّدهم بإحراقهم أو يكفروا بالله. فلم يخافوا، بل سارعوا إلى إلقاء أنفسهم في الأخدود؛ ولذا جاء ذكرهم في القرآن. يقول القرآن عن النبي صلى الله عليه وآله: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾ (الأحزاب: 21). والنبي صلى الله عليه وآله يقول: "ما أوذيَ نبيٌّ مثل ما أوذيت" (6). يقول هذا مع أنه كما نؤمن نحن المسلمين أحبُّ الخلق إلى الله. وعندما نصل إلى كربلاء نقول: إن لنا في الحسين عليه السلام أُسوة حسنة، وفي إخوة الحسين وأبنائه وأصحابه عليه السلام. نحن نتعلم من هؤلاء القوم كيف نصبر ونواجه ولا نحبط أو ننهار. قال الحسين عليه السلام في بداية الطريق: "خُطَّ الموتُ على وُلد آدم مخطّ القلادة على جيد الفتاة" (7). إلى أن يقول: "رضا الله رضانا أهلَ البيت نصبر على بلائه"(8). وفي آخر لحظاته يقول: "صبراً على قضائك، يا رب.. تسليماً لأمرك.. لا معبودَ سواك.. هوَّن ما نزل بي أنه بعين الله".
هذا هو قدوتنا، والأسوة الحسنة. زينب عليها السلام تصبر وتتحمّل.. أيُّ قلب هو قلب زينب؟! والمصاب الأعظم عندما تجلس عند جسد أخيها الحسين عليه السلام، وهو يجود بنفسه، فتتوجه إلى الله سبحانه رافعةً يديها: "اللهمَّ تقبّل منا هذا القربان". هذه هي الأسوة الحسنة. هذه هي القدوة بالإيمان والصبر ورباطة الجأش.. مشهد كربلاء، بعين زينب عليها السلام، هو بقاء الإسلام وخلوده، كما قالت ليزيد: "كِدْ كَيْدَك، واسعَ سَعْيَك، وناصب جهدك، فوالله لا تمحو ذكرنا، ولا تُميتُ وحْينا" (9). لذا قالت لابن زياد: "ما رأيتُ إلا جميلاً، هؤلاء قومٌ كتب الله عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم، وسيجمع الله بينك وبينهم فتُحاجُّ وتُخاصم، فانظر لمن الفلَج يومئذٍ! ثكلَتْكَ أمُّكَ، يا بن مرجانة" (10).
هكذا علينا مواجهة المصائب بالعلم والصبر والتأسّي. هكذا تتحوَّل كربلاء إلى قدوة، طبعاً بالمعنى الإسلامي الأوسع: الإيمان بالله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله. فحيث يوجد إيمان بالله وباليوم الآخر، يوجد صبر وقدرة على تحمُّل البلاءات والشدائد.
* كلمة سماحة السيد حسن نصر الله التي ألقاها في الليلة الخامسة من محرم 1432هـ.
(1) العدد 237، "أفلا يشكرون".
(2) نهج البلاغة، الشريف الرضي، ج 4، ص 71.
(3) حياة الإمام الحسين عليه السلام، الشيخ باقر شريف القرشي، ج 1، ص 9.
(4) إقبال الأعمال، السيد ابن طاووس، ج 1، ص 136.
(5) بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 64، ص 237.
(6) م. ن، ج 39، ص 56.
(7) م. ن، ج 44، ص 366.
(8) أعيان الشيعة، السيد محسن الأمين، ج 1، ص 593.
(9) لواعج الأشجان، السيد محسن الأمين، ص 231.
(10) الإرشاد، الشيخ المفيد، ج 2، ص 115.